الرئيسية / المكتبة الصحفية / طلعت حرب باشا الذي يستحق أن يسمى مطار القاهرة باسمه

طلعت حرب باشا الذي يستحق أن يسمى مطار القاهرة باسمه

معرفة مبكرة

بدأت معرفتي بطلعت حرب بداية مختلفة ومبكرة عمّا يتصوره الناس جميعا،، وتكاد تكون هذه المعرفة غائبة حتى الآن عن أدبياتنا على الرغم من أنني حاولت ونجحت في تسجيلها في أكثر من موقع. والقصة ببساطة شديدة أن طلعت حرب لما أُجبر على ترك بنك مصر انعزل في بيت ريفي في قرية العنانية، وهي قرية كانت تابعة لمركز فارسكور الذي أنتمي بحكم مولدي لعاصمته، وفي هذه العاصمة التي أنجبت أعظم مقاول مصري وهو محمد حسن العبد باشا مسجد أقامه هذا المقاول العظيم ، وشأنه شأن كل العصاميين المخلصين فإنه لم يسم المسجد باسمه هو نفسه (وإن كان الناس قد فعلوا هذا من تلقاء أنفسهم) وإنما سماه باسم المسجد القديم الذي أقيم المسجد الضخم في مكانه وهو مسجد البطوط. وعلى نحو ما هو معروف في التقاليد المصرية في ذلك العصر فقد جعل العبد باشا في هذا المسجد ضريحا يُدفن فيه، وكان من تصاريف القدر أن يُدفن طلعت حرب باشا في هذا الضريح على الرغم من أنه لم يولد في فارسكور، ولم يعمل فيها، ولم يبن فيها مجداً ولا قصراً ولا بيتا ولا عقاراً ولا أرضا.. وإنما دفن طلعت حرب في هدوء في ضريح أقامه صديقه العبد باشا لنفسه فكان من حظ الضريح ومن حظ المدينة ومن حظي أنا شخصيا أن يُدفن طلعت باشا صديق العبد باشا في هذا الضريح، في هذا المسجد.

 

بقي أن اشير إلى طرفتين متصلتين بهذا المسجد، وهي أن والدي رحمة الله عليه كان معتزاً كلّ الاعتزاز بالعبد باشا الذي توسط عند الشيخ المراغي في قبوله بالأزهر، وكان والدي بعد تقاعده قد كلف بحكم مكانته بين العلماء بأن يكون خطيبا للمسجد الكبير في مدينة فارسكور، وقد كان هذا المسجد الكبير هو أكبر مساجد المدينة حتى بنى العبد باشا مسجده، فاحتفظ على عادة الأصلاء للمسجد الكبير باسمه كمسجد كبير، ولم يشأ أن يُسمى مسجده بهذا الاسم كما انه لم يشأ ان يسميه باسمه، وحدث في أثناء تحرش الدولة المصرية الناعم بالعلماء والخطباء في الثمانينات أن تقرر أن ينقّل (بتشديد القاف) العلماء من مساجدهم إلى مساجد أخرى لكيلا يرتبط الناس بهم ويأتون إلى خطبتهم بانتظام، ولما كان هذا أمراً إداريا لا مفر منه، وكان تنفيذه بيد من هم في مقام تلاميذ والدي عليه رحمة الله، فقد توقعت أنهم من باب المجاملة سيسألونه عن المسجد الذي يريد أن ينتقل إليه، وتوقعت أنه لأسباب وجدانية سيختار مسجد العبد، وأنه باختيلره هذا سيسعد العبد باشا وهو في منامه في العالم الآخر كما يقول المصريون، وأن اختياره سيزيل أي إحساس بالألم من نقله، وصارحت اشقائي بهذا كله قبل أن يحدث، وقبل أن أخبره بنية الدولة، وقبل 24 ساعة جاء مفتش المساجد، فاستبقته بالقول على مسمع من والدي رحمهما الله بأنه تفضل وتكرم وتالطف وجاء لغرض معين وأن والدي سيختار طبقا لهذا العرض الكريم مسجداً معينا هو مسجد العبد باشا، فما كان من مفتش المساجد إلا أن أشار بأصبعه أن ما قلت صواب، وما كان من والدي رحمه الله إلا أن أشار هو الآخر بأصبعه أن ما اخترته أو توقعته صواب، ولم ينطق أحدهما بكلمة.

أبرز المصريين المستحقين للتكريم

يمكن القول بلا مبالغة بأن طلعت حرب باشا ١٨٦٧-١٩٤١ هو أبرز المصريين الذين لا تزال الهمم الرسمية والشعبية تتقاصر في تكريمهم بما يستحقونه من التكريم، ولو أن طلعت حرب باشا قدم لوطن أوربي ما قدّمه لوطنه مصر ما بقيت مدينة من دون أن تحمل مُنشأة باسمه، وأن يكون له شارع فيها، وأن يكون أحد المطارات الكبرى في الوطن باسمه، وأن يتجدّد الاحتفال بذكراه في كلّ عام احتفالاً علميا وتوثيقيا يُلقي الضوء على مصير المؤسسات التي أنشأها، وعلى دور هذه المؤسسات في صناعة الحضارة في وطنه، وعلى تحقيق الاستثمار والتقدم والاكتفاء الذاتي فضلاً عن الإتاحة المثلى للخدمات ومُجاراة العصر.  لكن الحقيقة التي لا تخفى على أحد هي أن طلعت حرب باشا ظُلم في حياته وظُلم بعد مماته لسبب واحد فقط هو أنه كان مصرياً خالص المصرية، كما كان مُخلصاً صافي الإخلاص لوطنه وشعبه، ولو أنه امتد بشبكات علاقاته إلى شريك أجنبي، سواء أكان هذا الشريك شخصاً أو كان دولة، لنال من حظوظ الحماية ثم التكريم قدراً كان كفيلاً بأن يحميه من الجحود بعد وفاته أو المؤامرات التي تعرض لها في حياته .

كان وجود حسين سري في موقع وزير المالية بمثابة وضع نموذجي لتنفيذ هذه الحرب “الخاطئة “على طلعت حرب باشا، فقد كان سري باشا متطلعا بشدة إلى التقدم في صفوف الساسة إلى درجة أن يصبح رئيسا للوزراء

دور المؤامرة

وعلى غير عادتي في البدء مع المؤامرات ودورها، فإني في حالة طلعت حرب باشا كنت ولا أزال أصرح بأن تاريخ حسين سري باشا كله لا يُساوي شيئاً بسبب موقفه غير المبرر من طلعت حرب باشا، حين كان سري باشا هو وزير المالية لمرة وحيدة خرج فيها من نطاق وزارته الأصلية وهي الاشغال إلى المالية، وقد كان كل ما أنجزه سري باشا في توليه لهذه الوزارة أنه استطاع أن يُهدد طلعت حرب باشا بأن الحكومة ستسحب ودائعها من ذلك البنك الوطني المملوك للمصريين إذا لم يترك المسئولية عنه بينما هو مؤسسه وصانعه ووالده، وهكذا كان طلعت حرب باشا وهو الأب البيولوجي الحقيقي مضطرا للقبول بالخيار الأخف ضرراً، وهو أن يُضحي بمنصبه هو نفسه من أجل إنقاذ البنك وحياة البنك الذي لا يزال حتى يومنا هذا على قيد الحياة، ولولا هذه التضحية فلربما كان تعسف حسين سري باشا كفيلاً يومها بأن يُنهي حياة البنك ويتسبب في وصمة عار أبدية للمصريين .

 

ومن الإنصاف أن نقول إن أيّ دارس للتاريخ لا يستطيع أن يزعم أن حسين سري كان يتصرف من أفكاره هو أو من أفكار أيّ مصري آخر، أو كان يصدر عن اقتناع فكري، فلم يكن هذا وارداً من باب المنطق ولا من باب الواقع، لكن الشيء المؤكد والمنطقي أن حسين سري كان ينفذ ما نسميه الآن “أجندة” أجنبية، لم تكن مرتاحة إلى وجود هذا الاستقلال الاقتصادي لمصر، بينما العالم على وشك الدخول في الحرب العالمية الثانية، وليس من مصلحة الحلفاء أن تكون مصر بهذه القوة الاقتصادية والتمويلية التي كان وجود بنك وطني كبنك مصر يوفر لها كثيرا مما يُساعدها بكل تأكيد على أي قرار قد لا يدور في فلك الحلفاء، أو يُمكن دول المحور منها ومن اقتصادها ومؤسساتها.

 

كان هذا التفكير الاستراتيجي دافعاً قوياً للبريطانيين أن يؤمّنوا ظهورهم بنزع هذا المصدر من مصادر القوة من القرار المصري أيا ما كان صاحب القرار المصري في استراتيجية الحرب الموشكة، سواء أكان هو الملك أو الوفد أو أحزاب المعارضة، ففي كلّ الأحوال فإن وجود مثل هذه القاعدة الاقتصادية المتماسكة كان كفيلا بأن يرفع من قدرات وطموحات القرار الوطني واستقلاليته، وهو أمر لم يكن بأي حال من الأحوال في صالح الحلفاء حسب فهمهم العتيق والعميق لأسرار الروح الإمبريالية وما تقتضيه من استمرار السيطرة وإحكامها.

دور حسين سري

كان وجود حسين سري في موقع وزير المالية بمثابة وضع نموذجي لتنفيذ هذه الحرب “الخاطئة “على طلعت حرب باشا، فقد كان سري باشا متطلعا بشدة إلى التقدم في صفوف الساسة إلى درجة أن يصبح رئيسا للوزراء عن قريب (وهو ما حدث بالفعل) وهكذا أصبح من لزوم صعوده السياسي ألا يكتفي مثل والده إسماعيل باشا سري بوزارة الأشغال وما قد يتعلّق بها (كالحربية) وإنما كان لابد له من أن يخطو شأنه شأن الوزراء السياسيين إلى تولي شئون وزارة مؤثرة كوزارة المالية، وهو ما أتيح له في وزارة علي ماهر الثانية التي حكمت ما بين أغسطس 1939 ويونيو 1940، ولم يكن إقناع حسين سري بأي أمر اقتصادي تآمري بالأمر الصعب على أي اقتصادي اجنبي مُحنّك، فأغلب المهندسين بطبعهم رياضيون قد يفهمون الحساب لكنهم لا يفهمون الاقتصاد بالقدر الموازي لفهمهم الحساب، ويكفي أن تعرض عليهم أرقام المصروفات والمديونيات ثم تعرض عليهم أرقام الإيرادات التي لا تفي بها حتى ينزعجوا ويظنوا أن الإفلاس قادم ما لم يتدخلوا بقرارتهم “الحمقاء” التي يظنونها ذكية بل يؤمنون بها على أنها حاسمة.

كان طلعت حرب باشا حريصا ًعلى أن ينمو بما هو موجود في الاتجاه الكفيل باستمرار التنمية والتقدم والرقي على حين كان قاسم أمين يؤمن بدور العاطفة في تغيير المجتمع

وهكذا كان من السهل على حلفاء البريطانيين (ولا نقول أذنابهم) أن يتمكنوا من ضعف استيعاب حسين سري للأمور المالية والمحاسبية في تلك اللحظة وأن يصوروا له أنه لا بد من إحداث تغيير في المسئولية العليا عن بنك مصر، وأن يكون هناك تهديد حكومي ملزم بأن يتم هذا التغيير، وهكذا استدعى حسين سري وهو وزير للمالية (ليس إلا) ذلك الرجل العظيم طلعت حرب باشا باشا وأنهى إليه رغبة الحكومة في أن يترك موقعه حتى لا تسحب الحكومة ودائعها من البنك فينهار البنك في الوقت الذي كان العالم يواجه فيه حرباً عالمية على الأبواب. ليس من شك في أنها نقطة غير مضيئة في تاريخ حسين سري باشا تجعل كلّ تاريخه بعد هذا لا يساوي شيئاً، وهو كذلك بالفعل، على الرغم من صداقاته لبعض صحفيي عهد ٢٣ يوليو الذين حاولوا بكلّ ما هو ممكن تبييض صفحته على وجه العموم مع أنها لا يمكن لها أن تنال التبييض الكامل .

العمود الفقري للاقتصاد المصري

وباختصار شديد فإن إنجازات طلعت حرب باشا أصبحت هي العمود الفقري في 14 قطاعاً أو وزارة من قطاعات الدولة ولا تزال حتى الآن.. وحتى لا نستطرد إلى ما قد يمكن لنا أن نذكره بالتفصيل فإننا نكتفي هنا بما يدُلّنا على سياق إنجازات طلعت حرب باشا ومجالاتها ذاكرين أسماء القطاعات الكبرى (أو الوزارات) التي امتد إليها نشاط طلعت حرب باشا الذي انجزه بملاليم المصريين.

ــ الطيران

ــ النقل البحري

ــ النقل البري

ــ الثقافة

ــ السينما

ــ المسرح

ــ الإعلام

ــ الصحة والدواء

ــ التجارة الداخلية

ــ التموين

ــ التجارة الخارجية

ــ الاستثمار

ــ المقاولات والتشييد

ــ الإسكان

ــ الصناعة الهندسية

ــ الصناعة الكيماوية

ــ الصناعات المعدنية

ــ المناجم والمحاجر

ــ المضارب

ــ المحالج

ــ الغزل والنسيج

رجل صاحب رؤية

نسأل سؤالنا المنطقي هل كان ممكن لشخص واحد أن يُحقّق هذا كله، والإجابة نعم بشرط واضح هو أن تكون له رؤية.. وقد كان طلعت حرب باشا صاحب الرؤية في عصر كان كلُّ أنداده فيه من أصحاب الرؤى لكنه كان متفوقاً عليهم جميعاً في رؤيته وواقعيته ومداها. وليس معنى الرؤية أن يكون للإنسان الناجح طموح وطريق مرسوم أو متصور لتحقيق هذا الطموح وإنما المعنى الأعمق من هذا أن يكون له فهم خاص بمكانة الإنسان في الكون وفي التاريخ، وبطبيعة العلاقات بين الجماعات بعضها ببعض وقد كان حظ طلعت حرب باشا من هذه المكونات عظيماً ويكفي أن نذكر بكلّ وضوح أنه كان أبرز الذين تصدوا للتحفظ على الأفكار التي أبداها قاسم أمين فيما يتعلق بقضية حقوق المرأة في المجتمع. أيا ما كان رأي طلعت حرب فإنه كان يعبر عن رؤية أصيلة وينظر من زاوية واسعة ، وقد استسهل المفكرون والنقاد المعاصرون للرجلين (بحكم ضيق أفق النقاش وعناصره) القول بأن طلعت حرب باشا كان محافظاً وأن قاسم أمين كان ثورياً، بيد أن الحقيقة التي يُمكّنُنا منها عصرنا الذي نعيشه تجعلنا نفهم بكل وضوح أن الرجلين كانا إصلاحيين وثوريين معا لكن طلعت حرب باشا كان يستثمر ما تأتي به الهوية على حين أن قاسم أمين كان يستثمر ما يأتي به الهوى.

 

فقد كان طلعت حرب باشا حريصا ًعلى أن ينمو بما هو موجود في الاتجاه الكفيل باستمرار التنمية والتقدم والرقي على حين كان قاسم أمين يؤمن بدور العاطفة في تغيير المجتمع، وهو دور لا يمكن لأحد إنكاره لكنه يقف بما يُحدثه من التغيير عند حدود المكان وعند حدود الزمان حتى إنه يُمكن للجيل التالي مباشرة أن يتوقف عمّا شرع الجيل السابق فيه من تطور وهكذا فإننا نستطيع أن نرى أن طلعت حرب باشا الذي وصف بالتحفظ أو حتى الرجعية في نظراته الاجتماعية كان كفيلاً بخطوات أكثر ثقة في الإصلاح الاجتماعي من تلك التي ساقها وروج لها المفكرون من قبيل قاسم أمين. أقول هذا غير منحاز لطلعت حرب، ولكني أقوله لأني مؤمن بأنه في كلا الاتجاهين خير وأن الخير لا يقتصر على أحدهما دون الآخر.

تعلم طلعت حرب باشا في المدرسة التوفيقية بشبرا ثم تخرج طلعت حرب باشا في مدرسة الحقوق 1888 وحصل علي مرتبة الشرف في امتحانات الترجمة في نفس العام

الوعي

أفاد طلعت حرب من الوعي الفكري ليُمهد الأرض لفكرة العمل الوطني الحزبي من خلال مؤسسة اقصادية كبنك مصر، نظراً لما امتاز به طلعت حرب من الجدية الشديدة والنزاهة المُطلقة واحترام العقائد والعصبيات والأعراف والتقاليد، وقد كان من حُسن حظ طلعت حرب باشا أنه عرف في الوقت نفسه بصفات نادرة في الاكفاء من طبقته فقد داعياً مُبرّزاً من دعاة الاصالة والهوية، فكان كما هو معروف يُدافع عن حجاب المرأة في مواجهة دعوة قاسم أمين ومن أيّدها بل انه هو أشهر من ردّ علي قاسم أمين بكتاب كامل . كذلك أبدي طلعت حرب باشا فخراً مُبكّراً بعناصر الحضارة الإسلامية وقوتها. وهكذا جاءت دعوته إلى إنشاء بنك مصر مُواكبة لثورة 1919 علي نحو ما كان من قبل من مواكبة دفاعه عن الهوّية الإسلامية مواكباً لدفاعه عن الحقوق الوطنية في قناة السويس

مصر والنصر

أنتقل من هذا كله إلى طُرفة تاريخية غير مكتوبة كنت أكرر الحديث عنها حين كنت عضواً في مجلس إدارة الشركة القابضة للأدوية، ثم في مجلس إدارة الشركة القابضة للمصل واللقاحات، فقد كنت أقول إن كل شركة تحمل اسم “مصر” هي شركة ناجحة مبنية على أساس متين يضمن النجاح الدائب والمتجدد، وذلك في مقابل كل شركة مسماة باسم النصر فهي شركة مبنية بطريقة التلفيق في العهد الناصري، وهي مولودة وفي فمها ملعقة من ذهب لكنها سرعان ما تفقد كل مقومات النجاح لأنها استهدفت الدعاية والوجاهة المظهرية حين أنشئت، ومن العجيب أن المستمعين إلى هذه المقولة التي كرّرتها بنفسي وكرّرها غيري منسوبة إلى لم يُجدوا حتى الآن استثناء لهذه القاعدة الواضحة ولست أريد أن أستطرد إلى ذكر الأمثلة، لكنّي أعود إلى ما نحن بصدد الحديث عنه، وهو إنجاز طلعت حرب باشا أي بنك مصر وشركاته، وهنا اشير بعد هذا الإيضاح إلى أن الحكومة في ظل غرامها بالتصنيفات السوفييتية ثم تشبُّعها بهذه التصنيفات أخذت شركات بنك مصر فجعلتها نواة لما أسمته بعد ذلك المؤسسات المصرية العامة التي تبعتها الشركات المصرية العامة.. وذلك بعد أن كانت قد بدأت بتأسيس مؤسسة اسمها “مصر” تتولى ما يناظر الإدارة القابضة المسئولة عن إدارة محفظة شركات بنك مصر. هكذا أصبحت شركة مصر للطيران مثلاً نواة للمؤسسة العربية للطيران (أو المصرية للطيران) وهكذا أصبحت شركة مصر لأعمال الإسمنت المسلح شركة من شركات قطاع المقاولات والتشييد (مع اختلاف تسميات القطاع) وهكذا أصبحت شركة مصر للصناعات والمستحضرات الدوائية بمثابة شركة من شركات مؤسسة الأدوية (التي أصبحت هيئة للأدوية ثم شركة قابضة للأدوية.. وهكذا أصبحت شركة استوديو مصر نواة مؤسسة السينما.

نشأته وتكوينه

ولد طلعت حرب باشا في حي الجمالية «قصر الشوق» بالقاهرة، وتنتمي عائلته إلى الطبقة الغنية بمديرية الشرقية، كان مولده عام 1867 أي بعد الزعيم سعد زغلول بثمانية أعوام وبعد أربعة أعوام من مولد أربعة من القانونيين المفكرين المبرزين الذين ولدوا عام 1863( وهم رؤساء رئيسا الوزراء حسين رشدي باشا ومحمد سعيد باشا والقانونيين المُفكرين قاسم أمين وأحمد فتحي زغلول)  تعلم طلعت حرب باشا في المدرسة التوفيقية بشبرا ثم تخرج طلعت حرب باشا في مدرسة الحقوق 1888 وحصل علي مرتبة الشرف في امتحانات الترجمة في نفس العام. بدأ حياته العملية مترجماً كما بدأ عمله في مجال الإدارة المالية فور تخرجه وحتى 1905  اختير في مرحلة مبكرة من حياته المهنية مديراً لمركز شركة كوم أمبو الرئيسي بالقاهرة، ومديراً للشركة العقارية المصرية التابعة لشركة «إخوان سوارس» وقد عمل أيضا في إدارة الدين العام وفي إدارة التفاتيش الزراعية وكان علي سبيل المثال مديراً لدائرة محمد سلطان باشا وعلي شعراوي باشا. بدأت أفكار طلعت حرب باشا الاقتصادية في الظهور حين قاوم شروع مد امتياز قناة السويس في كتابه عن قناة السويس عام وقد 1910ارتفع صوته بمعارضة مشروع وزارة بطرس غالي لمد امتياز قناة السويس خمسين عاماً وهو المشروع الذي رفضته الجمعية التشريعية بفضل حالة التنوير التي أشاعها مفكرون كان ابرزهم هو طلعت حرب نفسه بنشاطه وفهمه وإخلاصه، وبالطبع فان القوى الأجنبية ظلت تحتفظ بحرصها على الثأر من طلعت حرب بسبب هذا الموقف الوطني .

التجربة الألمانية

وهكذا أصبح اسم طلعت حرب باشا علماً علي نوع رفيع من الاستقلال الوطني العملي غير المتخاصم مع الهوية ولا مع الثورة ولا مع حقوق الشعب، وقد مكنه من تحقيق هذا التوازن بين الاستقلال الاقتصادي والمشاركة المُجتمعية في الاقتصاد أنه أعرض عن التقليد الحرفي لتجارب الرأسمالية التقليدية في بريطانيا وفرنسا وانما استلهم التجربة الألمانية بما فيها من إشراك الشعب علي نطاق واسع في امتلاك مقدراته الاقتصادية، وكانت بنية المجتمع المصري في ذلك الوقت متفتحة للقبول بهذا النمط الفكري بسبب القبول الذي حظيت به فكرة التعاون نظريا وعمليا علي يد بعض قادة الحزب الوطني (حزب مصطفي كامل) من قبيل عمر لطفي (رائد التعاون) وعبد الرحمن الرافعي

أصبح البنك نواة للاقتصاد المصري

لكل هذا فإن بنك مصر الذي أعلن تأسيسه في 1920 أصبح بمثابة عصب الاقتصاد المصري قبل الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) أسهم من خلال البنك في إنشاء 22 شركة مصرية بهدف تحرير اقتصاد مصر من التبعية لبريطانيا كانت كلها جميعاً تحمل اسم مصر منها شركات مصر للطباعة، وحليج الأقطان والتمثيل والسينما، والنقل والملاحة، والغزل والنسيج، والطيران، والمستحضرات الطبية والكيماوية، وستوديو مصر، ومسرح الأزبكية، وشركة مصر لبيع المصنوعات.

كان طلعت حرب ميالا لدعم الفلاحين والفقراء وكان معظمهم يضطر للاستدانة بشكل ربوي مجحف لدى بعض المرابين، وساهم في الدفاع عنهم. وعند تصفية الدائرة السنية سعى طلعت حرب إلى بيع الأراضي إلى الفلاحين الذين يزرعونها

تقييم البريطانيين

رأى رجال الاحتلال البريطاني في 1919 أن بنك مصر برأس ماله الصغير وقلة خبرة المصريين في أعمال البنوك لن يستطيع الصمود في المنافسة، ولن يلبث أن يقع ويغلق أبوابه، فلا داعي لدخول معركة ضد الرأي العام لا حاجة لها.

نمو عداء الاوربيين الخفي

كانت نجاحات طلعت حرب قد أصبحت فوق ما هو مسموح به للمجتمعات العربية وهو ما جعل أوربا حريصة علي نزع أنياب بنك مصر قبل أن تمتد مظلته إلى المنطقة العربية والإسلامية كلها وبخاصة أن طلعت حرب كان دائم السفر إلى الشام والعراق والحجاز وكانت الصلات الاقتصادية بين هذه الدولة والمركز المالي في مصر كفيلة بأن تخلق حالة شرقية شبيهة بسويسرا، وبخاصة مع ازدهار بورصتي القاهرة والإسكندرية، وممّا يُؤسف له أن الرأي العام في مصر لم يكن مُقدّراً خطورة مصر وأهميتها بالقدر الذي كان يُقدّره أعداؤها ويحرصون علي إجهاضه.

موقفه في معارضة مد امتياز قناة السويس

في عام 1910 تقدمت شركة القنال بطلب للحكومة المصرية لمدة امتياز شركة قناة السويس الذي كان سينتهي في17 نوفمبر 1968 لمدة 40 سنة أخرى تنتهي سنة 2008. ووقفت الحكومة البريطانية وسلطة الاحتلال موقف المؤيد لمد الامتياز “خصوصا وقد بدأت الحركة الملاحية بالقناة تتضاعف ضعف ما كانت عليه، وكانت البضائع البريطانية تمثل ما يقرب من ٨٠٪ من مجموع البضائع المارة بالقناة، ولكن الحزب الوطني بقيادة محمد فريد قاد هجوما قويا ومنظما علي طلب المد ضده، حتى أن إبراهيم الورداني الذي قام باغتيال رئيس الوزراء بطرس غالي باشا سنة 1910 صرح أنه أقدم علي فعلته لعدة أسباب منها ما ذكره من سعي بطرس غالي باشا لمد امتياز القناة، وبالمواكبة لهذا الجهد الوطني المنظم قام طلعت حرب بتأليف كتاب عن قناة السويس فوضح الحقائق للعامة والخاصة عن تاريخ القناة وكيف ضاعت حصص مصر من الأسهم والأرباح وخسائرها حتى 1909.

 

وقال ٧ أن السهم الذي باعته مصر ب 560 فرنكا أصبح سعره بعد ثلاثين سنة فقط 5010 فرنكا للسهم ،و ان حصة مصر من أرباح القناة التي باعتها ب 22 مليون فرنك أصبحت فيمتها 300 مليون فرنك نشر طلعت حرب هذا الكتاب على نطاق واسع، مما ساهم في إنشاء رأي عام دفع بالجمعية العمومية التي تمثل سلطة البرلمان في ذلك الوقت الى تكليف محمد طلعت حرب وسمير صبري بكتابة تقرير عن الموضوع، وبالفعل قدموا تقريرهم للجمعية ووضحوا فيه خسائر مصر المالية المتوقعة في حالة تمديد الامتياز الحالي بالشروط السالف ذكرها، وبناء علي هذا التقرير رفضت الجمعية العمومية عرض تمديد امتياز شركة قناة السويس وبقي الامتياز قائما بشروطه حتى جاء التأميم 1956 قبل نهاية الامتياز ب12 سنة.

موقفه المزدوج من الحزب الوطني

وبالرغم من أدوار طلعت حرب الوطنية في تلك الفترة فقد كان يتعرض لكثير من نقد زعماء الحركة الوطنية ومنهم محمد فريد، فبالرغم من إشادة مصطفى كامل به لدوره في مساعدة الفلاحين فترة عمله كمدير قلم الدائرة السنية، وكذلك لموقفه القوي في الدفاع عن الحجاب والمعتقدات، فانه لم يكن من مؤيدي أفكار مصطفى كامل على طول الخط بل نسب اليه انه عمل على استمالة صديقه عمر سلطان باشا عضو الحزب الوطني من اجل إيقاف دعمه المالي للحزب الوطني، بل كانت بعض الشخصيات تجاهر بأن طلعت حرب يميل للأثرياء والخديو وبخاصة بعد انضمامه لحزب الأمة الموالي للإنجليز، لكن موقف طلعت حرب الوطني شهد تغير جذرياً في السنوات التالية، مع نتشار الوعي الوطني في هذه الفترة، وزيادة المد الثوري الذي شهدته مصر كلها قبل ثورة 1919 .

انحيازه المبكر للفقراء وللفكرة التعاونية

كان طلعت حرب ميالا لدعم الفلاحين والفقراء وكان معظمهم يضطر للاستدانة بشكل ربوي مجحف لدى بعض المرابين، وساهم في الدفاع عنهم. وعند تصفية الدائرة السنية سعى طلعت حرب إلى بيع الأراضي إلى الفلاحين الذين يزرعونها، كانت أسعار القطن عالمياً قد شهدت زيادة لكنها لم تنصب في صالح المزارع المصري البسيط، كذلك لم يكن هناك نظام مالي يدعمهم فرغم من إنشاء البنك المصري (Bank of Egypt) والبنك الأهلي فقد كانا مخصصين لتمويل الأجانب فقط، وتسبب ظروف الاستعمار وقتها في استنزاف موارد الاقتصاد المصري لمصالحهم فقط، وفي عام 1908 استطاع طلعت حرب تأسيس شركة التعاون المالي برأس مال مصري وذلك بهدف تقديم العديد من القروض المالية للشركات الصغيرة المتعسرة مادياً، وساعده أيضاً عودة الدكتور فؤاد سلطان من الخارج والذي كان يعد أحد أبرز الخبراء الاقتصاديين، وقام بتقديم الدعم الكامل لمساعي طلعت حرب.

خطواته في إنشاء البنك

في ١٩٠٦ بدأ طلعت حرب دعوته من أجل إنشاء نظام مالي مصري خالص لخدمه أبناء الوطن وللسعي أيضا للتحرير من القيود الاستعمارية الاقتصادية، لقيت دعواه استجابة واسعة  في عام 1911 قدم طلعت حرب رؤيته الفكرية النظرية من خلال كتابه “علاج مصر الاقتصادي وإنشاء بنك للمصريين”، وطرح من خلاله فكرته في ضرورة إنشاء بنك للمصريين لخدمه المشاريع الاقتصادية في مصر والنظر في المشكلات الاجتماعية، تحمس الكثيرين لفكرته بالرغم من معارضة السلطات الإنجليزية، وقرر المجتمعون بالفعل تنفيذ فكرة حرب في إنشاء بنك مصر لكن هذه الجهود تعطلت ولم تستطع إنشاء البنك بسبب الحرب العالمية الأولى وعادت فكرة إنشاء البنك عقب قيام ثورة 1919 في مصر

 

وعقب انعقاد المؤتمر المصري الأول في 29 أبريل عام 1911 انتهز محمد طلعت حرب باشا اجتماع أعيان البلاد وكبرائها وعرضت لجنة المؤتمر فكرة إنشاء بنك مصري وقرر المؤتمر بالإجماع وجوب إنشاء بنك مصري برؤوس أموال مصرية، كما قرر اختيار محمد طلعت حرب باشا للسفر إلى أوروبا لدراسة فكرة إنشاء البنك بعد عمل دراسة كافية عن المصارف الوطنية وأسلوب عملها في الدول الأوربية، فلما صدر كتاب محمد طلعت حرب باشا بعد هذا، آمن كل مصري بالفكرة التي يدعو لها وإلى تنفيذها، لكن الحرب العالمية الأولى التي أعلنت في 4 أغسطس سنه 1914 أدت إلى تأجيل فكرة البنك لأكثر من 8 سنوات، وعادت من جديد الدعوة لإنشاء البنك بعد قيام ثورة 1919.

 

أقنع طلعت حرب مائة وستة وعشرين من المصريين بالاكتتاب لإنشاء البنك، وبلغ ما اكتتبوا به ثمانون ألف جنيه، تمثل عشرين ألف سهم، ثمن السهم أربعة جنيهات فقط، وكان أكبر مساهم هو عبد العظيم المصري بك من أعيان مغاغة الذي أشترى ألف سهم· وفى الثلاثاء 13 ابريل سنه 1920 نشرت الوقائع المصرية في الجريدة الرسمية للدولة مرسوم تأسيس شركة مساهمة مصرية تسمى “بنك مصر”· كان قد تم قبل ذلك عقد تأسيس الشركة بين ثمانية جميعهم مصريون، وحرر بصفة عرفية في 8 مارس سنة 1920 – ثم سجل في 3 أبريل – أي بعد أقل من شهر وهؤلاء الثمانية هم: أحمد مدحت يكن باشا، يوسف أصلان قطاوي باشا، محمد طلعت بك، عبد العظيم المصري بك، الدكتور فؤاد سلطان، عبد الحميد السيوفي أفندي، اسكندر مسيحة أفندي، عباس بسيوني الخطيب أفندي

عقد تأسيس البنك

نص عقد الشركة الابتدائي، على أن الغرض من إنشاء البنك هو القيام بجميع أعمال البنوك، من خصم وتسليف على البضائع والمستندات والأوراق المالية والكامبيو والعمولة، وقبول الأمانات والودائع، وفتح الحسابات والاعتمادات، وبيع وشراء السندات والأوراق المالية، والاشتراك في إصدار السندات، وغير ذلك مما يدخل في أعمال البنوك بلا قيد أو تحديد، وأنه يجوز زيادة رأس المال بقرار من الجمعية العمومية للمساهمين، على أن يقوم بإدارة الشركة أو البنك مجلس إدارة مكون من تسعة أعضاء على الأقل ومن خمسة عشر عضواً على الأكثر تنتخبهم الجمعية العمومية، وتم انتخاب مجلس الإدارة المكون من من: أحمد مدحت يكن باشا.. رئيسا لمجلس الإدارة ويوسف أصلان قطاوى.. وكيلا ومحمد طلعت حرب بك.. نائب للرئيس وعضو مجلس الإدارة المنتدب والدكتور فؤاد سلطان بك.. عضو مجلس الإدارة المنتدب بالإنابة أما الأعضاء فهم: عبد الحميد السيوفي وعلي ماهر وعبد العظيم المصري وإسكندر مسيحة ويوسف شيكوريل وعباس بسيوني الخطيب

اشترط العقد أن يملك عضو مجلس الإدارة مائتين وخمسين سهماً على الأقل، ولا يجوز له التصرف فيها طول مدة عضويته، وأن لا يكون عضواً بالجمعية العمومية من يملك أقل من خمسة أسهم.

الافتتاح

في 10 مايو 1920 تم أفتتح البنك رسمياَ، وألقي طلعت حرب خطبة في دار الأوبرا المصرية بمناسبة بدء أعمال بنك مصر، وكان أول مقر له في شارع الشيخ أبو السباع، وبدأت رحلة بنك مصر بان ساهم في تأسيس مجموعة من الشركات المستقلة التي تدور في وتمتد الى القطاعات الاقتصادية الأخرى تدريجياً نتيجة التفاعل الطبيعي بينها جميعاً وأدت سياسته إلى ازهار الاقتصاد الوطني من خلال بنك مصر وشركاته ·

الكتابات عنه

ما من كاتب صاحب فكر أو رأي إلا وتعرض لتجربة طلعت حرب بالتمجيد ومن هؤلاء أحمد أمين وعبد العزيز البشري وعبد الرحمن الرافعي ومحمد فريد أبو حديد وفكري أباظة وسلامة موسي، كما كتب عنه عدد كبير من الكُتاب “الشبان” في ذلك الوقت كتباً جيدة الصياغة ونذكر من هؤلاء: إبراهيم عبده وكتابه عن طلعت حرب، وصالح جودت وكتاب طلعت حرب وفتحي رضوان وكتابه طلعت حرب: بحث في العظمة، ومصطفي كامل الفلكي: بطل الاستقلال الاقتصادي.

تكريمه

حصل طلعت حرب باشا علي لقب الباشوية عام 1926.وكرمته الدولة بعد وفاته وأطلق اسمه بعد الثورة علي ميدان سليمان باشا الفرنساوي وشارع سليمان باشا، وأطلق اسمه في مدن كثيرة علي شوارع كبيرة. وأقيم له تمثال في الميدان الذي يحمل اسمه.

من مؤلفاته

        «تربية المرأة والحجاب» عام 1899

–        «فصل الخطاب في المرأة والحجاب» عام 1901

        «تاريخ دول العرب والإسلام» عام 1905

–        «علاج مصر الاقتصادي» عام 1910.

اعتزاله ووفاته

بعد إبعاده التآمري، قرر طلعت حرب باشا العظيم أن ينعزل عن الحياة وعن الناس في بيت ريفي كان يملكه في قرية “العناينة” وهي كما ذكلرت قرية بين مدينتي فارسكور ودمياط، وقد قرّر أن يعيش في هذا البيت سنواته الأخيرة على نحو ما يعيش الأوربيون من طبقته في الريف، ثم قدر له أن يُدفن كما ذكرت في مسجد العبد باشا (الذي بناه محمد حسن العبد باشا ابن مدينتي في المدينة، وألحق به مكتبا لتحفيظ القرآن الكريم) وهكذا ضم ثرى مدينتي جثمان هذا الرجل العظيم، دون أن تكون هناك لوحة تنطق بهذا أو “شاهد” أو نصب تذكاري، لكني كما ذكرت فتحت عيني على التاريخ وأنا أرى هذه الصورة من صور الظلم الفادح والتجاهل الجارح، وأنا في ذلك الوقت لا أدري سبباً لهذا كله. ولا أجد في صفحاته التاريخية المكتوب سبباً لهذا كله.

وفاته

توفي طلعت حرب باشا في 12 أغسطس سنة 1941.

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

أيمن نور للجزيرة مباشر: المؤرخ محمد الجوادي نموذج للمفكر المصري (فيديو)

نعى أيمن نور رئيس اتحاد القوى الوطنية المصرية، الطبيب والمؤرخ المصري محمد ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com