الرئيسية / المكتبة الصحفية / عبد الله المشد الفقيه المجتهد الذي أفتي بجواز ذبح الهدي خارج الحجاز

عبد الله المشد الفقيه المجتهد الذي أفتي بجواز ذبح الهدي خارج الحجاز

عبد الله المشد

الشيخ عبد الله المشد 1903 ـ 1990 فقيه مجتهد، من كبار العلماء الراسخين، وهو في جيله أبرز العلماء المجتهدين الميالين إلى التيسير بلا جدال، وبعيدا عن ضجيج الاعلام والكراسي الجامعية والجامعات وانتماءات الجماعات السياسية المختلفة  فإنه أبرز الفقهاء المجتهدين على بصيرة، ولهذا السبب وضعه أعداء الإسلام (من دون تصريح)علي قائمة المستهدفين للاغتيال المعنوي بيد أنه نجا من هذا الاغتيال بفضل ما كان يتميز به من الثقافة وسعة الأفق الجدية والإيجابية وروح المسئولية، فقد نسب اليه فرج فودة أنه أفتي بحرمة اغنية محمد عبد الوهاب من غير ليه، فلم يتجاهل هذا الاتهام المفبرك والتزيد فيه بل سارع رغم سنه وواجهه إعلاميا وقضائيا وبرأ اسمه من مصطلح سخيف أطلقه فرج فودة وهو فقه النكد، وواصل عمله الذكي من اجل دينه وقومه .

كانت للشيخ عبد الله المشد رحمه الله له مجموعة من الفتاوي المهمة، والاجتهادات التي تدل على تمكنه الفقهي، أشهرها وأهمها الفتوي بجواز ذبح الهدي خارج الأراضي الحجازية، إذا لم يجد الحاج من يأكل ذبيحته هناك، وذلك ليستفيد بها فقراء المسلمين، وترتب على فتواه هذه أن أقامت المملكة العربية السعودية مصانع لتعليب الذبائح، وإرسالها إلى المسلمين الفقراء في أنحاء مختلفة من العالم، وله أيضا فتاوي حول تحديد أوائل الشهور العربية، وحول فرق القيمة الذي اعتبره ليس من الربا المحرم، وله فتاوي أجاز فيها نقل الأعضاء، وأجاز التأمين على الحياة.

نشأته وتكوينه

ولد الشيخ عبد الله المشد في ديروط التابعة للمحمودية في إقليم البحيرة، وتلقي تعليما دينيا تقليديا بدأه في الكتاب حيث حفظ القرآن، وواصل تعليمه حتى حصل على الشهادة العالمية القديمة من الأزهر الشريف، وتدرج في وظائف الأزهر الشريف. فبدأ بالتدريس في معهد الإسكندرية ثم في معهد القاهرة ثم في كلية الشريعة، وكان فيها جميعا متألقا متفوقا .

مناصبه العليا

كان الشيخ عبد الله المشد من أبرز من استطاعوا العمل في سطوة الثورة ١٩٥٢ حتى انه نال وسام الاستحقاق ١٩٥٩، وقد شغل، عدة مناصب علمية ودعوية، أهمها أنه أصبح منذ نهاية الخمسينيات مدير الوعظ بالأزهر، وهو سلك كامل من العلماء الموزعين والمنتشرين في مناطق متعددة تشمل الدولة كلها، اختير الشيخ عبد الله المشد أيضا عميدا للدراسات العربية والإسلامية في قسمها العالي الجديد ١٩٦٤ وهي الدراسات التي بدأت في عهد الشيخ الباقوري وتحولت فيما بعد في عهد الدكتور عبد الحليم محمود إلى الكلية المعروفة بهذا الاسم ١٩٧٦ والتي صارت كلية مرموقة الآن، اختير الشيخ عبد الله المشد عضوا بمجمع البحوث الإسلامية، وأمينا عاما مساعدا للمجمع وختم مناصبه بأن أصبح رئيسا للجنة الفتوي بالأزهر. كان الشيخ المشد في أخريات حياته مستشارا دينيا للرقابة الشرعية في بعض البنوك الوطنية.

عرف الشيخ عبد الله المشد في بدايات حياته كصاحب نزعة أدبية، وبدأت شهرته في مجال الكتابة والأدب كدارس لتاريخ على باشا مبارك

بعثة وزارة الوفد الأخيرة إلى الصومال واريتريا والحبشة وعدن

اختير الشيخ عبد الله المشد رئيسًا للبعثة الأزهرية التي أرسلتها وزارة الوفد الأخيرة إلى بلاد القرن الإفريقي: الصومال وأريتريا والحبشة مع زيارة منفذ الاتصالات الدولية بهذه البلاد في عدن، وذلك لدراسة أحوال المسلمين بهذه البلاد، وتنسيق ما يمكن للحكومة المصرية أن تقدمه لهذه البلاد. واستغرقت مهمة هذه البعثة ثلاثة أشهر، ما بين يوم 26 من شعبان سنة 1370هـ الموافق أول يونيو سنة 1951 ويوم 29 من ذي القعدة الموافق أول سبتمبر سنة 1951. وكتبت تقريرا مفصلًا، يتسم بالدقة والاعتدال والواقعية، يقع في مائة وستين صفحة كبيرة، ومما يذكر أن ذلك التقرير أورد تفاصيل مروعة عن وقائع الاضطهاد الديني للمسلمين الأفارقة في القرن العشرين

توثق علاقته بزعماء ارتيريا

ظل رجال إريتريا الكبار، وشبابها الصغار، يترددون على الشيخ المشد في القاهرة، وكانوا قد بدأوا يفكرون في تنشيط حركات التحرير من الاحتلال الإثيوبي لبلدهم، والاستقلال عن الحبشة، وفي مقدمة هؤلاء الأستاذ آدم إدريس، أحد الزعماء المرموقين، الذين قاوموا جبروت وطغيان هيلاسيلاسي الذي حكم إثيوبيا بالحديد والنار ما بين 1928 و1974.اعلان

بداياته الأدبية والتاريخية

عرف الشيخ عبد الله المشد في بدايات حياته كصاحب نزعة أدبية، وبدأت شهرته في مجال الكتابة والأدب كدارس لتاريخ على باشا مبارك، وكان من المقربين إلى الشيخ أمين الخولي حتى انهما اشتركا معا في تأليف كتاب لآداب الدينية الاجتماعية، ومن الجدير بالذكر أن الشيخ عبد الله المشد اشترك مع الأستاذ محمود الشرقاوي في تأليف كتابهما عن على باشا مبارك

آثاره

ـ تقرير عن أحوال المسلمين في بلاد الصومال وإريتريا، 1957.

في الاسلاميات

–       الرق في الاسلام

–       هدي الإسلام

–       تهذيب كتاب الهداية للمرغيناني

–       في الادب

–       علي مبارك: حياته ودعوته وآثاره، بالاشتراك مع محمود الشرقاوي، 1962.

–       لآداب الدينية الاجتماعية، بالاشتراك مع أمين الخولي، 1966.

وفاته

توفي الشيخ عبد الله المشد في 23 ديسمبر سنة 1990.

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

أيمن نور للجزيرة مباشر: المؤرخ محمد الجوادي نموذج للمفكر المصري (فيديو)

نعى أيمن نور رئيس اتحاد القوى الوطنية المصرية، الطبيب والمؤرخ المصري محمد ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com