الرئيسية / المكتبة الصحفية / مقالات الجزيرة / الجزيرة مباشر / إسماعيل راغب باشا: أول محاسب مصري وأول رئيس للبرلمان

إسماعيل راغب باشا: أول محاسب مصري وأول رئيس للبرلمان

كان إسماعيل راغب باشا 1819- 1885 بمثابة أول محاسب مصري بالمفهوم العلمي للمحاسبة وليس بمفهوم باشكاتب الحسابات الذي يتمثل في كبار الموظفين المعاصرين له من طراز نوبار باشا ، أما هو فقد كان بإنجازاته وأسلوبه ومنهجه ألمع رجال الإدارة المالية في عصره ، و قد تفوق بالأسلوب العلمي والمنهجي و الأداء المؤسسي على مَنْ اشتهروا بقدراتهم التنفيذية ممن نالوا إعجاب أو محبة الفرنسيين والإنجليز، من قبيل هؤلاء الذين يصدق القول بأنهم كانوا متواطئين ضد مصلحة مصر ، وهو أول مَنْ أخذ بنظام الميزانية في مصر، وحصر المنصرف والإيراد، وقانون إدارة الكتابة بالمعاونة، وأصول الكتابة والحسابات، وقانون الرواتب وهو الذي وضع قوانين الزراعة، واللائحة السعيدية التي أعطت الحق للفلاحين في تملك الأراضي الزراعية، بعد أن كانوا محرومين من هذا الحق في عصر محمد على.
ولعلي أشير هنا إلى ما أكرره من أن نوبار باشا بسلبيته وتواطئه مع الأجانب كان سببا مهما من أبرز أسباب توريط الخديو إسماعيل لمصر في الديون التي أودت باستقلالها ، و قد أشرت كثيرا إلى أن وصول نوبار إلى صناعة القرار الاقتصادي كان بتمهيد و إيحاء من الأوربيين في بعض الحالات ، أو بدعم وقبول منهم في حالات أخرى ، بينما كانت مصر تملك بديلا أكثر إخلاصا وأوفر خبرة هو إسماعيل راغب باشا الذي كان كما قلنا بمثابة أول محاسب مصري بالمفهوم العلمي للمحاسبة وليس بمفهوم باشكاتب الحسابات الذي يتمثل في نوبار باشا ، لكن هكذا كان حظ مصر العاثر في ذلك الوقت .
على صعيد السياسة و المناصب فإن إسماعيل راغب باشا يعرف في تاريخنا السياسي الموجز بأنه هو رئيس الوزارة المصرية التي أعقبت الثورة العرابية. و إذا كان نوبار باشا معروفا بأنه أول رئيس لمجلس النظار في مصر (1878) فإن إسماعيل راغب باشا قد سبقه إلى رئاسة أول مجلس للنواب (1866) ، وهو المنصب الذي لم يصل إليه نوبار باشا ، وبالإضافة إلى هذا فإن إسماعيل راغب باشا كان أيضا سادس رئيس لمجلس النظار (الوزراء ) فقد أصبح رئيساً لتاسع وزارة مصرية وقد سبقه إلى رئاسة الوزارة (في أقل من ثلاث سنوات من تأسيس النظام الوزاري ) :خمسة ،كان منهم أربعة من أنداده من كبار الموظفين بالإضافة إلى الخديو توفيق نفسه .
وربما كان من المفيد أن نتأمل في عناصر هذه المقارنة بين إسماعيل راغب و بين هؤلاء الذين سبقوه إلى رياسة الوزارة ثم لحق بعضهم به في هذه الرئاسة التي ظلت متداولة بينهم حتى 1892 .
نوبار نوباريان باشا (أغسطس 1878) المولود 1825وهو الذي ظل فاعلا في الحياة السياسية حتى نهاية وزارته الثالثة في 1895 ثم وفاته 1899
محمد شريف باشا (ابريل 1879) المولود 1823 وهو الذي ظل فاعلا في الحياة السياسية حتى نهاية عهد وزارته الرابعة في مطلع 1884 ثم وفاته في 1887.
مصطفى رياض باشا (سبتمبر 1879) أطولهم عمرا وبقاء، وهو المولود 1834 وهو الذي ظل فاعلا في الحياة السياسية حتى نهاية عهد وزارته الرابعة في 1894 ثم وفاته في 1911.
محمود سامي البارودي باشا (فبراير 1882) المولود 1839 والمتوفى 1904 وهو ألمعهم وأخلدهم وأذكاهم وأسوأهم حظا فقد انتهى عهده برياسة الوزارة في 1882 ليبدأ عهده بالنفي والتشريد والمرض حتى وفاته.
أما الخديو توفيق ( فتولى رئاسة الوزارة في مارس 1879) وهو المولود 1852 وقد ظل فاعلا في الحياة السياسية حتى نهاية حياته وهو في الأربعين من عمره في 1892.
وهكذا نفهم أن راغب باشا كان أكبر هؤلاء سنا وأكثرهم خبرة كما انه كان أول من توفي منهم أيضا ثم تلاه شريف باشا الذي توفي بعده بعامين وإن كان البارودي أول هؤلاء جميعا خروجا من السلطة حيث عاش منفيا ومريضا أما من بقي على قيد الحياة وفي السلطة حتى نهاية عهد الخديوي توفيق فاثنان من هؤلاء هما: نوبار باشا الذي توفي ١٨٩٩ ورياض باشا الذي توفي في ١٩١١.
ومن الجدير بالذكر أن إسماعيل راغب باشا لم يعمل تحت رئاسة نوبار باشا في أولى النظارات ، وإنما بدأ مناصبه الوزارية (في ظل النظام الوزاري المصري ) وزيراً للمالية في ثالث النظارات المصرية وهي وزارة شريف باشا (ابريل 1879) بعد سبعة أشهر من نشأة النظام الوزاري أغسطس 1878 .
رحلة طفولته المثيرة

ننتقل لنشير إلى جوهر الحقيقة فيما تذكره المصادر الصحفية من المعلومات التاريخية المثيرة عن راغب باشا . فقد أتيح لهذا الطفل المسلم المخطوف أن يعرف و يتذكر اسمه الأصلي اسمه الكامل: إسماعيل أحمد حسن يني .
ولد هذا الطفل النجيب إسماعيل في بلاد المورة اليونانية في 18 أغسطس 1819، ودرس مبادئ العلم واللغات العربية والتركية والفرنسية، ولما انفصلت تلك البلاد عن الدولة العثمانية رحل منها أو بالأحرى رُحل منها أو هُجر إلى الأناضول. و هنا يتواتر في رواية تاريخ إسماعيل راغب باشا أنه اختُطف وهو طفل ، اختطفته إحدى العصابات التي كانت تخطف الأطفال و الصبية في أثناء التهجير التالي للحروب ، وبِيع عبدا مملوكا ، و كان الذين اشتروه من المسلمين ، وهكذا فإنه عاد إلى أهل دينه الذي ولد به ، ولم يكن على ما تريد أن توحي به الروايات الموجهة أوربيا غير مسلم تحول إلى الإسلام بسبب شراء المسلمين العثمانيين له .
و الثابت أن راغب باشا جاء إلى مصر حوالي 1830 (أي وهو في الحادية عشر من عمره) مملوكاً لإبراهيم باشا وأنه انتظم في التعليم فأظهر تفوقا بارزا فنال أعلى شهادة متاحة في ذلك الوقت 1834 وهي نفسها الشهادة التي مكّنته من الالتحاق بخدمة الحكومة في منصبِ مساعدِ ترجمة. ولقب في ذلك الحين براغب، و هو لقبٌ موحِِ يدل على ما وجده فيه أولو الأمر من الذكاء والنباهة مما جعلهم يتوسمون فيه أن يكون كالصدر الأعظم راغب باشا ١٦٩٨-١٧٦٣ الذي تنسب إليه مكتبة عظيمة في استانبول ، و الذي هو صاحب دواوين الشعر المعروفة ومؤلف الكتاب الشهير سفينة الراغب أو سفينة العلوم الذي يعد بمثابة موسوعة تعليمية مصغرة ، ومن الواجب أن نذكر هنا أن عصر راغب باشا المصري لم يمكنه من إسهام معرفي يماثل الإسهام المعرفي والثقافي والأدبي للصدر الأعظم التركي الذي سُمي على اسمه .
بدا لمعان راغب باشا يترسخ ، وقد كافأه محمد على باشا مبكرا جدا برتبة ملازم أول، ثم رتبة يوزباشى، ثم صاغ وتولى رئاسة قلمي المحاسبة والإيراد، وذلك بعد توظفه بأقل من عامين فقط
و هكذا فإنه رغم كل ما هو معتاد من الأقلام الكارهة للمسلمين للعثمانيين والعلويين فإن رحلة طفولة وشباب إسماعيل راغب تدل دلالة واضحة على ذكاء ومرونة و عظمة آليات الصعود الاجتماعي في الدولة العثمانية، وولاياتها ، فهذا الطفل الذي خُطف في أثناء رحلة الهجرة من اليونان إلى الأناضول ، واشترته جماعة من حاشية السلطة العثمانية أوالعلوية باعتباره عبدا مملوكا بيع في سوق الرقيق ، سرعان ما نال تقديراً رسميا لذكائه فمنح رتبة ملازم أول، وبعد سنوات قليلة أقطعه محمد علي 500 فدان وهي نفس المساحة التي أقطعها نوبار باشا الذي كان بوغوص يوسفيان المقرب من محمد علي باشا قد يسر له الطريق .
بدأ إسماعيل راغب باشا خدمته الحكومية كما أشرنا في عهد محمد علي قبل نوبار باشا بسنوات ، و ترقى حتى خدم في مواقع متقدمة مع ثلاثة من ولاة مصر المتتالين: سعيد، وإسماعيل، وتوفيق ، حيث تولى في عهودهم مواقع وزارية فنال ثقتهم جميعا.
صعوده الوظيفي
واصل إسماعيل راغب باشا ترقياته السريعة التي كان ينالها بسبب جهده ونجاحه في أداء عمله، وكان طابع هذا العهد هو الإنعام بالرتب العسكرية على من نسميهم الآن بالموظفين المدنيين فى سرعة بالغة لم يشهدها عصر آخر.. وشبيه بما حدث لراغب باشا من الترقي السريع ما حدث أيضا لأحمد عرابي ورفاقه، حتى إننا نعرف أن عرابي ترقى من تحت السلاح إلى رتبة أميرالاي في مدة قصيرة.
وعلى سبيل الإجمال الذي سنفصله بعد قليل ، فقد رقى إسماعيل راغب باشا إلى رتبة بكباشي (1839)، ثم إلى رتبة قائمقام (1843)، ثم إلى رتبة ميرالاي (1846) ، ولما تولى عباس باشا الأول الولاية اعتزل إسماعيل راغب باشا خدمة الدولة وبقى بعيدا عنها (1848 ـ 1853) ثم أعيد إلى الخدمة ١٨٥٤ وكيلا للمالية، وبعدها رقى إلى وظيفة وكيل الخزينة، وكانت الخزينة اصطلاحا تضم نظارات الخارجية والداخلية والمالية والجهادية، فضلا عن المحافظة والضبطية، وقد أنعم عليه برتبة ميرميران مع لقب باشا (1854).
مكانته في عهد الوالي محمد سعيد باشا
وصل إسماعيل راغب باشا إلى ذروة مجده في عهد الوالي محمد سعيد باشا الذي حكم مصر ما بين ١٨٥٤ و ١٨٦٣ وفي ذلك العهد اجتمع له الإشراف على وزارات الجهادية والخارجية والمالية (الخزينة) و يُنسب إليه كثير من الفضل السياسي والتنظيمي في ذلك العهد ومن أبرز مآثره دوره الفذ في إصدار اللائحة السعيدية التي كانت مرحلة فاصلة مكنت المصريين من تملك أرضهم التي حرمهم محمد على باشا بطغيانه و جبروته بل ظلمه من تملكها ، كما كان لراغب باشا فضله البارز في كل القوانين المنظمة لأنشطة الزراعة.
و يعود إلي إسماعيل راغب باشا الفضل (في ذلك العهد الذهبي من النضج الحضاري المصري) في إقرار فكرة الميزانية ، و ما تؤشر إليه هذه الفكرة و تتطلبه من حصر علمي جاد للإيرادات والمصروفات ومن إقرار قانون واضح ومحدد لتنظيم الرواتب.
وقد ظل إسماعيل راغب باشا مستحوذا على ثقة الوالي سعيد باشا، وعندما توجه هذا الوالي العظيم في زيارته التاريخية إلى السودان (1856) صحبه معه بوظيفة ديوان أفندي، أي رئيس ديوان خديوي، وأنجز إسماعيل راغب باشا في السودان كثيرا من الترتيبات والنظم.
ثم عين إسماعيل راغب ناظرا للمالية (1858)، ثم ناظرا للجهادية (1860)، وعين مفتشا للوجهين البحري والقبلي (1862)، ثم أضيفت إليه أعباء وظيفة رئيس المعاونين (1863) وأنعم علي إسماعيل راغب برتبة روملي بكليربكي الرفيعة، ثم تولى إسماعيل راغب باشا رئاسة المجلس الخصوصي مع بقائه في رئاسة المعاونين، ثم انتدب لنظارة الداخلية (1864) وعين أيضا عضوا للمجلس الخاص.
اختير ظل إسماعيل راغب باشا رئيسا لمجلس النواب (186٦)، فكان بهذا أول رئيس للبرلمان في مصر
وفي العام التالي أضيفت إلى ظل إسماعيل راغب باشا أعباء نظارة المالية والداخلية ورئاسة المجلس الخاص (1867)، ثم عين رئيسا للمجلس الخصوصي (1868)، ثم ناظرا للزراعة والتجارة.
وهكذا توالت النظارات والمناصب العليا الموازية لها التي تولاها إسماعيل راغب باشا في السنوات العشرين ١٨٥٨- ١٨٧٨ التي سبقت قبل نشأة النظام الوزاري:
ناظراً للمالية 1858 ـ 1860
ناظراً للجهادية 1860 ـ 1861
ناظراً للداخلية (ندبا) 1864
ناظراً للداخلية 1865
رئيساً لمجلس النواب 25 نوفمبر 1866 ـ 14 يناير 1867
ناظراً للداخلية 1867
رئيساً للمجلس الخصوصي 1868
ناظراً للزراعة والتجارة 1875
وفي ظل النظام الوزاري المصري الذى بدأ عام 1878 فإن إسماعيل راغب تولى وزارة المالية في ثالث الوزارات المصرية، كما ذكرنا ، وهى وزارة شريف باشا (أبريل 1879)، ثم أصبح هو نفسه رئيسا للوزراء في أثناء الثورة العرابية (أغسطس 1882)، ثم اعتزل المناصب والحياة السياسية بعد ذلك.
تكريمه في عهد الخديوي إسماعيل
كان إسماعيل راغب باشا أول مسئول حكومي يزوره الخديو إسماعيل في بيته، كنوع مقصود من التكريم والتتويج ، وكان الخديو إسماعيل حريصا على أن يعبر له عن ثقته وامتنانه ويروى أن إسماعيل راغب باشا امتنع عن قبول ثلاثين ألفا من الجنيهات مكافأة من الخديو إسماعيل ذات مرة، لكن هذا لم يمنع أن يكون إسماعيل راغب باشا محلا لسخط الخديو إسماعيل وغضبه و ظلمه في بعض الأوقلت فقد كانت تلك هي طبيعة الأمور في تلك العهود .
وقد نال إسماعيل راغب باشا كثيرا من التكريم من الخارج في ذلك العهد وحصل على عدة نياشين منها الوسام المجيدي، والوسام العثماني من الطبقة الأولى، ومن فرنسا حصل على وسام جوقة الشرف من الدرجة الثانية، ومن ألمانيا والنمسا وإيطاليا حصل على نيشان جران كوردون، كما حصل عل نيشان شير خورشيد من إيران، ومنحته اليونان وكثير من البلدان نياشينها.
دوره في الحركة الوطنية والثورة العرابية
كان راغب باشا منتمياً بكليته إلى توجهات و تطلعات الحركة الوطنية وتأييد عرابي باشا ويُنسب إليه أن التدبير السياسي لإسقاط وزارة نوبار تم في بيته هو، وهو ما ينسب في أدبيات التاريخ إلى ما يسمى بحركة حركة اللائحة الوطنية التي أنيط بها إسقاط تلك النظارة المشهورة (أو المسماة) بالنظارة الأوروبية (28 أغسطس 1878 ــ 23 فبراير 1879)، ، وكان من أثر النجاح في تلك الخطوة أن أسندت الوزارة لشريف باشا، وعُين إسماعيل راغب باشا نفسه ناظرا للمالية، وشاهين كنج ناظرا للجهادية.
وفي تلك الفترة تولى إسماعيل راغب باشا إعداد الدراسات التمهيدية الخاصة بتطوير مجلس النواب المصري مُستعيناً بالتجارب الأوربية.
و هكذا فإنه يمكن القول مع المؤرخين بأن إسماعيل راغب باشا أيد الثورة العرابية بل شارك فيها في البداية، لكنه فيما يبدو بعد ذلك بوضوح انفصل عن الثوار حين وجد الثورة عاجزة عن النجاح على الرغم من حماسه المبدئي الذي كان قد وصل إلى حد نصح العرابيين بضرورة التخلص من الخديو توفيق، وهكذا فإنه وجد نفسه مضطرا إلى إثبات انقلابه على الثوار حتى إنه أبلغ سيمور قائد الأسطول الإنجليزي بالإسكندرية في 17 يوليو 1882، بمخالفة عرابي لأوامر الخديو فيما يقوم به من وسائل الدفاع، وبعزم الخديو على عزله من منصبه، مما أضعف موقف أحمد عرابي .
و فيما يبدو فإنه أُثر عنه من التصريحات ما كان يُبرر به بوضوح أنه لم يكن قادراً على الاستمرار مع العرابيين بعدما رأى أنهم لن يستطيعوا النجاح ولا حسم المعركة لمصلحة الحركة الوطنية.
وزارته
لم تستمر وزارته إلا 64 يوما17 من ١٧ يونيه ١٨٨٢ وحتى 21 أغسطس ١٨٨٢ ويُذكر أن وزارته كانت هي أول وزارة اتقدمت ببرنامج وزاري. وقد تولى هو نفسه فيها نظارة الخارجية كما تولى حسن باشا شريعي نظارة الأوقاف ، و عبد الرحمن رشدي باشا نظارة المالية ، ، و محمود باشا الفلكي نظارة النافعة أي الزراعة و الأشغال معا .
مرضه و وفاته وثروته
يُذكر إسماعيل راغب باشا كنموذج لقوة الإرادة إذ ظلّ يعمل بجد ونشاط وهو مصاب بالشلل طيلة الأعوام الثمانية والعشرين الأخيرة من عمره أي منذ 1877، ويذكر أيضاً بحسن تدبيرثروته الشخصية ذلك ان حصر ثروته عند وفاته أظهر أنها بلغت 13 ألف فدان في القاهرة والإسكندرية مناطق السكاكيني ، وغمرة، والظاهر، فى القاهرة، وقصر راغب باشا بالإسكندرية، وقصر البرامونى، و200 ألف جنيه ذهب في بنك كريدي ليونيه و30 ألف جنيه ذهب مودعة في بنك مشة.
توفى إسماعيل راغب باشا في شهر رمضان 1302 الموافق يونيو 1884
ذريته
رُزق إسماعيل راغب باشا بابنه ادريس 1869 بعد أن فقد عدداً من الأبناء عقب ولادتهم ، وكان معنيا بابنه هذا عناية بالغة، حتى إنه كان يقضي في تعليمه ساعات طويلة. ومن الطريف أنه قد بقى له من الشهرة قدر كبير يرتبط أنه والد هذا الابن المتميز إدريس راغب باشا صاحب الثقافة الموسوعية، و الذي أصبح رمزا للحركة الماسونية في مصر، حين كانت الماسونية لا تزال تتمتع بسمعة ناصعة ، و هو نفسه والد زوجة محمد محمود باشا رئيس الوزراء المصري في عهدي الملكين فؤاد وفاروق أي أنه حمو رئيس وزراء وابن رئيس وزراء .

 

 

 

 

تم النشر نقلا عن موقع الجزيرة مباشر

لقراءة المقال من موقع الجزيرة إضغط هنا

للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا

 

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

أيمن نور للجزيرة مباشر: المؤرخ محمد الجوادي نموذج للمفكر المصري (فيديو)

نعى أيمن نور رئيس اتحاد القوى الوطنية المصرية، الطبيب والمؤرخ المصري محمد ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com