الرئيسية / المكتبة الصحفية / الشيخ #محمد_رفعت_فتح_الله أول من تفرغ لعلوم النحو في الجامعة الأزهرية

الشيخ #محمد_رفعت_فتح_الله أول من تفرغ لعلوم النحو في الجامعة الأزهرية

الأستاذ الشيخ محمد رفعت فتح الله (1912 – 1984) هو أبرز أساتذة النحو واللغة في الجامعة الأزهرية بعد تطوير جامعة الأزهر، واستقلال التخصصات بأساتذة يقتصر عملهم على الأستاذية في تخصص واحد وقسم واحد، على نحو ما هو الحال في الجامعات المصرية الحديثة، وليس كما كانت الأجيال السابقة من العلماء الموسوعيين حين عمل الإمام الأكبر الشيخ حمروش ١٨٨٠-١٩٦٠ عميدا لكلية الشريعة لسنوات وعميدا لكلية اللغة العربية لسنوات أيضا،  ثم جيل الأستاذ الشيخ محمد عرفة (1890 – 1973)، الذي عرف كفقيه متمكن على نحو ما عرف كعميد للنحاة.

 

أما جيل الأستاذ الشيخ محمد رفعت فتح الله فهو الجيل التالي لاثنين من أساتذة اللغة الأزهريين الذين وصلوا إلى عضوية مجمع الخالدين وهما الأستاذ الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، الذي مارس الاستاذية في ثلاث كليات هي اللغة العربية وأصول الدين والحقوق، وزميل دفعته في العالمية الذي يكبره في السن والمجمعية وتوفي قبله الأستاذ الشيخ محمد علي النجار (1895 – 1965) الذي تولى تدريس التاريخ قبل أن يتفرغ لتدريس النحو والصرف.

 

الفرق بينه وبين الشيخ حمزة فتح الله

من الطريف أن اسم الأستاذ محمد رفعت فتح الله يختلط باسم سلف قديم له من علماء اللغة العربية المشتغلين بالفكر والسياسة، وهو الأستاذ حمزة فتح الله (1849 – 1918)، الذي ولد مع الشيخ محمد عبده في العام نفسه، توفي حين كان الشيخ محمد رفعت فتح الله لا يزال في السادسة من عمره، وبين الرجلين العظيمين اشتراك في الاهتمام الحثيث بكثير من قضايا اللغة العربية ورسمها وتأليفها وعلومها.

نشأته وتعليمه

ولد الأستاذ الشيخ محمد رفعت فتح الله في القاهرة (1912)، وتلقى تعليمًا دينيًا متميزًا وبعد أن أتم حفظ القرآن الكريم درس في الأزهر، وتنقل في معاهده، وأتيح له أن يدرس في الجامع الأزهر على الطريقة القديمة، كما انتظم بعد ذلك في كلية اللغة العربية حتى حصل على الإجازة العالية منها (1937) في دفعة من أوليات دفعات هذه الكلية في نظامها الجديد، وواصل دراسته العالية حتى حصل على العالمية من درجة أستاذ بامتياز بعد ٧ سنوات من الدراسة المتصلة (1944)، وكان موضوع رسالته «أصول النحو السماعية».

 

ويناظر الدكتور محمد رفعت فتح الله في هذا الكادر العلمي الأزهري الجامعي زميله الأسبق منه الأستاذ الشيخ محمد نايل (1909- 2011)، الذي قضى حياته هو الآخر أستاذًا للأدب في كلية اللغة العربية، وإن كان قد أتيح له عمر أطول بكثير من عمر الأستاذ محمد رفعت فتح الله، وكان هذا الجيل من الحاصلين على العالمية بدرجة أستاذ قد تعرضوا لظلم الدكتور محمد البهي وتعسفه حين رأس الجامعة الأزهرية، حيث كان حريصًا على أن يؤخر مكانتهم ليُمكن لشهادات الدكتوراه الغربية؛ بحيث تسبق هذه الدرجة الأزهرية، التي كان الحاصلون عليها قد ناقشوا بالفعل رسائل علمية اشترك في مناقشتها أساتذة الجامعات المصرية من خارج جامعة الأزهر.

 

وقد عمل الأستاذ محمد رفعت فتح الله (كما ذكرنا) طيلة حياته في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر، وترقى في هيئة التدريس بها مدرسا، ثم أستاذا مساعدا، ثم أستاذا (1968)، وأصبح رئيسا لقسم اللغويات بالكلية إلى أن أحيل على المعاش، لكنه ظل أستاذا غير متفرغ بالكلية. وكان من جيل أساتذة علوم اللغة والنحو الأزهريين الذين زاملوا الدكتور محمد رفعت فتح الله: الأستاذ إبراهيم البسيوني (1911 – 1195)، الذي وصل أيضًا إلى عضوية مجمع اللغة العربية، والأستاذ عبد العظيم الشناوي (1911 – 1991)، ونائب رئيس جامعة الأزهر الدكتور إبراهيم محمد نجا (1913 – 1981).

 

نشاطه العلمي واللغوي

كان للأستاذ محمد رفعت فتح الله عدد كبير من المحاضرات العامة والمقالات التي نشرت في الدوريات العربية، إلى جانب محاضراته الدراسية في علم اللغة والنحو لطلابه في جامعة الأزهر. ومن أهم محاضراته العامة محاضرته عن «الثورة اللغوية»، وقد ألقاها بقاعة الإمام محمد عبده، والمحاضرة التي ألقاها عن «الحروف اللاتينية». وبالإضافة إلى عمل الأستاذ محمد رفعت فتح الله اللامع في جامعة الأزهر فقد عمل في عدة جامعات عربية منها: بغداد (العراق)، وبني غازي (ليبيا)، وأم درمان (السودان)، والإمام محمد بن سعود (السعودية).

 

عضويته في مجمع اللغة العربية

اختير الأستاذ محمد رفعت فتح الله خبيرا بلجنة الأصول بمجمع اللغة العربية، وانتخب عضوًا في المجمع (1979) في الكرسي الأول من الكراسي المجمعية، وكان قد خلا بوفاة الدكتور محمود توفيق حفناوي. وكان للأستاذ محمد رفعت فتح الله نشاط كبير في مجمع اللغة العربية، إذ كان عضوًا في المعجم الكبير، والأصول، وكان نموذجًا بارزًا للحفاظ التقليدي على أصول القواعد، على نحو ما قعّدها الأولون، مع الحرص على بيان حكمتهم فيما قالوا به من قوانين لغوية ناضجة تحتمل ما يزعمه دعاة التيسير، لكنه كان مع ذلك قادرًا على تفهم التيسير ودواعيه وحدوده، على نحو ما نرى في فهمه لحيرة الهمزة في بحثه الذي حمله هذا العنوان. وصفه الأستاذ علي النجدي ناصف حين استقبله عضوًا في مجمع اللغة العربية بأنه عالم متمكن، وباحث محقق.

 

من بحوثه اللغوية:

– «علاج الكتابة العربية: الهمزة الحيرى».

– «البدل وعطف البيان».

– «اسم المصدر»، قدم إلى لجنة الأصول بالمجمع

– «أنا كرئيس أرى كذا»، قدم إلى لجنة الأصول بالمجمع

 

 
 

تم النشر نقلا عن موقع مدونات الجزيرة

 
 

لقراءة المقال من مدونات الجزيرة إضغط هنا

 
 

للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

أيمن نور للجزيرة مباشر: المؤرخ محمد الجوادي نموذج للمفكر المصري (فيديو)

نعى أيمن نور رئيس اتحاد القوى الوطنية المصرية، الطبيب والمؤرخ المصري محمد ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com