موقع الدكتور محمد الجوادي | أبو التاريخ
[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الألف 13]
[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الألف 13]
ألق # أن ألق
| 80 | (وَألْقِ) فِي النَّمْلِ وَ(أَدْخِلْ يَدَكَا) | وَ(إِنَّهُ أَنَا) قَدَ اوْضَحْتُ لَكَا |
يشير هذا البيت إلى ثلاثة فروق في نصوص مُتشابهة وردت في سورة النمل في قصة موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام. يتمثل الفرق الأول في فعل الإلقاء، وذلك أن خطاب الله لنبيه موسى : ألق من دون أن تسبقها أن ورد في قوله : (وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ) (سورة النمل: ١٠) وانفردت هذه الآية بهذه الصيغة.
إنه أنا الله # إني أنا الله
ويتمثل الفرق الثاني الذي يشير اليه البيت في أن صيغة “إنه أنا الله ” التي وردت في قوله تباركت أسماؤه ﴿يَا مُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} (سورة النمل:9)وذلك في مقابل صيغة “إنني أنا” التي وردت في آية مُشابهة هي في قوله سبحانه في سورة القصص: ﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ (سورة القصص: 30).
أدخل يدك # اسلك يدك # اضمم يدك
- :﴿وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ۖ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾ (سورة النمل: 12).
- وذلك في مقابل قوله سبحانه وتعالى ( اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن) (سورة القصص: 3٢).
- وفي مقابل قوله سبحانه وتعالى ﴿وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ﴾ (سورة طه: 22).
يجري إلى أجل مسمى # يجري لأجل مسمى
| 81 | وَبَعْدَ (يَجْرِي) لَمْ يَقَعْ(إِلى أَجَلْ) | إِلا بِلُقْمَانَ فَسِرْ عَلَى عَجَلْ | |
يفرق الناظم، غفر الله له، في هذه الأبيات بين صيغة “يجري إلى أجل مسمى” التي يحصُر مواضع ذكرها، وبين الصيغة الأخرى “يجري لأجل”، وهو يقصد آية سورة لقمان، حيث يقول الحق جلّ جلاله: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير﴾ (سورة لقمان: 29). ففي هذه الآية تعدى فعل يجري بإلى، بينما توجد في القرآن ثلاث آيات أخرى يتعدى فيها هذا الفعل بحرف اللام، وهي:
- قوله تقدست أسماؤه: ﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ﴾ (سورة الرعد: 2).
- وقوله سبحانه وتعالى: ﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ ﴾ (سورة فاطر: 13).
- وقوله جلّ في علاه: ﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾ (سورة الزمر: 5).
# إلى أجل مسمى
| 82 | وَجَاءَ فِي الشُّورَى وَلَيْسَ قَبْلَهُ | (يَجْرِي) فَفَكِّرْ فِيهِ وَاعْرِفْ فَضْلَهُ |
في هذا البيت يُشير الناظم، رضي الله عنه، إلى قوله سبحانه تعالى: ﴿وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ﴾ (سورة الشورى: 14).
ففي هذه الآية جاء النص القرآني “إلى أجل مسمى” بدون أن يسبقه الفعل “يجري”.
ونستطيع أن نُضيف هنا إلى ما ذكره الناظم، عليه رحمة الله، المواضع الأخرى التي ورد فيها النص القرآني “إلى أجل مسمى” بدون أن يسبقه الفعل “يجري”، وهي:
- قوله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ﴾ (سورة البقرة: 282).
- وقوله تقدست صفاته: ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ (سورة هود: 3).
- وقوله عزّ من قائل: ﴿قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ (سورة إبراهيم: 10)
- وقوله تقدست أسماؤه: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ (سورة النحل: 61).
- وقوله جلّ وعلا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ (سورة الحج: 5).
- وقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً﴾ (سورة فاطر: 45).
- وقوله جلّ في علاه: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ (سورة الزمر: 42).
- وقوله تبارك وتعالى: ﴿يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ ۖ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (سورة نوح: 4).
