الرئيسية / المكتبة الصحفية / فاروق الملك المحسود: 4/8 الزعامة والسياسة في عهد الملك فاروق  

فاروق الملك المحسود: 4/8 الزعامة والسياسة في عهد الملك فاروق  

على سبيل الاجمال ، يمكن لنا القول بأنه في مقابل تجنب الملك فاروق للنحاس وتحسبه لمواقفه  ، وهو أمر طبيعي ، فإننا نراه يقبل إقبالًا مؤقتًا لا يلبث أن يتلاشى على ساسة آخرين يظن أن فيهم  ما يمكنه من الخلاص من النحاس باشا لكنه لا يلبث أن يبتعد عنهم.  ومن الواضح أننا إذا نظرنا للأمور نظرة بانورامية ، فإننا نستطيع أن نكتشف حقيقة غريبة،  وهي أن النحاس باشا كان صاحب أكثر مساحة من ثقة الملك به، وأن الساسة الباقين جميعًا وبلا استثناء قد فقدوا ثقة الملك بأكثر مما يتصورون ، وبوسع القارئ أن يعود إلى كتبنا السبعة عن هؤلاء الزعماء ليطالع تفصيلات  وافية عن هذا التاريخ الشيق .

 كيف سارت علاقة الملك فاروق بزعماء الأقليات والمستقلين  

سنتعرض في هذا الفصل بقدر من التفصيل و بأسلوب مزدوج التكنيك لتاريخ زعماء الأقلية مع الملك فاروق من حيث كانت هذه العلاقة كاشفة عن مجريات السياسة  من ناحية ، وملخصة للأحداث التاريخية في تعاقبها من ناحية أخرى ، و سوف نقدم عن هؤلاء الزعماء فقرات موجزة و دالة على عناصر الصراع السياسي و الفكري التي تبدو كمقاطع طولية على الرغم من أننا نصور الأمور فيها بطريقة المقاطع العرضية.

علاقة الملك  بمحمد محمود  باشا وقصة مؤتمر لندن

كان محمد محمود  باشا يتصور أنه هو الأولى بثقة الملك بما استطاع أن يقدمه من تآلف لحزبه مع رموز  أحزاب الأقلية ومع كل الزعامات الرمزية من أمثال إسماعيل صدقي وعبد العزيز فهمي وأحمد لطفي السيد .. إلخ،  لكنه مع التجربة العملية لم يتحمل الملك فاروق ولا تحمله الملك فاروق إلا لشهور كانت منها شهور زواج الملك نفسه، وقد بلغ النزاع بين الرجلين حدًّا مكبوتًا أثر على صحة محمد محمود  باشا حتى فقد حياته من جراء توليه رئاسة الوزراء مع الملك فاروق وفي وجود علي ماهر باشا في الديوان .

من الوقائع  التي لا يجوز لنا ان نقفز عليها قصة مؤتمر المائدة المستديرة في لندن فقد استطاع علي ماهر من موقعه كرئيس للديوان الملكي أن يقنع الملك فاروق بأن يكون الأمير محمد عبد المنعم  1899-1979 ،  رئيسا لوفد مصر إلى مؤتمر المائدة المستديرة الخاص بفلسطين في لندن 1939 ، وهو ما يعني حرمان محمد محمود باشا من رئاسة الوفد المصري،  ولإقرار هذه الفكرة فقد توسل علي ماهر باشا  (الذي لم يكن يفتقد إلى  مهارات الإقناع) إلى القول بأن رؤساء الوفود العربية كلها من الأسرات المالكة ، وأنه يستحسن أن يكون وفد مصر كذلك ، وبذلك حُرم محمد محود باشا رئيس الوزراء من هذه الفرصة التي كان ينتظرها والتي كان يريد استغلالها في أثناء وجوده في لندن لتحقيق تقدم في المفاوضات مع الإنجليز ينسب إليه الفضل فيه، ومن العجيب أن علي ماهر باشا نفسه لحق بالوفد كمستشار وكصاحب الكلمة وأصبح نجما من نجوم المائدة المستديرة في لندن 1939  في ذلك الوقت و منذ ذلك الحين إذ دخل اسمه التاريخ الفلسطيني بهذه الصفة !

إسماعيل صدقي باشا

كان الملك فؤاد فيما يروى (أو فيما يعتقد فيه الناس حتى من دون رواية) قد أوصى ابنه إذا تعقدت الأمور بين يديه وهو ملك أن يلجأ إلى إسماعيل صدقي الذي كان الملك فؤاد يثق إلى حد مذهل بقدرته ، ومع هذا فمن الواضح أن الملك فاروق لم يشعر بالود تجاه  إسماعيل صدقي ، ولم يلجأ إليه إلا في 1946 ولم يستطع التعاون الفعلي معه لمدة طويلة على الرغم من أنه لم يحدث من المنغصات الدفينة أو المفاجئة ما يدمر هذه العلاقة، وبدا الأمر في علاقة الملك فاروق بإسماعيل صدقي وكأن  له طابع الاضطرار فلم ينل لقبًا كصاحب المقام الرفيع ولم تشيع جنازته على النحو اللائق بمكانته في التاريخ، ولم يحفظ الملك له منصبًا بروتوكوليًّا كبيرًا كرئاسة الشيوخ التي كانت في عهد الملك فؤاد من نصيب عدلي باشا يكن ،أو يحيى باشا إبراهيم ، أو أحمد زيور باشا .

هل جحد الملك فاروق جهود علي ماهر  باشا

كان علي ماهر  باشا هو رئيس الوزراء الذي نادى بالملك فاروق ملكًا في التعبير الجميل الذي صاغه ، وجعل منه عنوانًا للصحف في ذلك اليوم (مات الملك .. يحيا الملك)، وقد تولى تسريع إجراء الانتخابات البرلمانية لكي تكتمل صورة الحياة الدستورية وتبدأ حقبة جديدة بتأدية هيئة الوصاية لليمين الدستورية.. بما يعني بداية عهد الملك فاروق نفسه  ، ثم أدائها لعملها مع حكومة منتخبة في منظومة حكم دستورية لا تحتمل عبث حكومات الأقليات ولا ضعفها، وقد أدى علي ماهر  باشا هذا الدور على وجه ممتاز جعل الملك فاروق يثق فيه فيعينه رئيسًا للديوان عقب توليه مهامه ، ثم بقى على ماهر في الديوان حتى شارك بالجهد الأكبر في الإطاحة بحكم الوفد والإتيان بوزارة ائتلافية من أحزاب المعارضة يترأسها محمد محمود  باشا (30 ديسمبر 1937) أي بعد شهور قليلة من تولي الملك سلطاته الدستورية، ثم ظل علي ماهر  باشا يحفر بإبرة وراء  محمد محمود و رئاسته للوزارة  لينهي  عصرها وعصر رئيسها  ويقيلها ويخلفها هو نفسه  في سبتمبر 1939.

لكن على ماهر  بعد أن يترك رئاسة الوزارة  في يونيو 1940 استجابة لضغوط الإنجليز مُنع أيضا من أن يعود لتولى رئاسة الديوان ، و ذلك بما يعني أن يبقى بعيدًا تمامًا عن الملك وعن النفوذ وعن الحكم ، وكان هذا الحكم عليه منطقيا من بعض الزوايا ، ذلك انه كان قد استهلك من رصيده (ومن كيانه أيضا)  طاقة كبيرة جدا في كل ما صنعه على التوالي و التعاقب ، بل أنه  اصبح  بمثابة بؤرة للمتاعب غير المحسوبة ، حتى إن  إقامته حددت في أثناء الحرب العالمية الثانية رغم عضويته في مجلس الشيوخ ، ولم يلجأ الملك إليه مرة أخرى إلا يوم حريق القاهرة ، ويكاد المراقبون يجمعون على أنه لم يلجأ إليه لذاته هو ، وإنما كتمهيد لمجيء غيره أي أحمد نجيب الهلالي  باشا والفرقة الأمريكية المتكونة منه ومن مرتضى المراغي وزكي عبد المتعال ( ومن كان متوقعا انضمامهم مثل الدكتور أحمد حسين باشا ) بعد خمسة أسابيع فقط .  

هل قصّر الملك فاروق في الدفاع عن علي ماهر

وهنا يثور سؤال مهم: هل قصّر الملك فاروق في الدفاع عن علي ماهر، وسؤال آخر : هل قصّر الملك في إعادة الاعتبار لعلي ماهر بعد أن زالت ظروف الحرب؟ أم أن الملك وجد في عداء البريطانيين لعلي ماهر ما أسعده؟ ووجد في تحفظات المصريين عليه ما وافق هواه، نستطيع أن نقرأ هذا كله بالتفصيل في كتابنا “علي ماهر ونهاية الحقبة الليبيرالية”، لكننا لا نستطيع في كتابنا عن الملك فاروق إلا أن نجعل السؤال قائما : هل جحد الملك جهود علي ماهر المخلصة أم أنه رآها (أي الجهود ) واجبا أو فرضا عليه؟ أم أن الأولى ونحن في كتاب عن الملك فاروق  (وليس  عن علي ماهر ) أن نقول إن أحمد حسنين استطاع أن يغطي على جهود علي ماهر لمصلحة جهوده و لمصلحة  نفسه هو.

هل تمرد الملك فاروق على الوفاء لرائده أحمد حسنين باشا

كان الملك مدينًا بلا شك لأحمد حسنين باشا بأشياء كثيرة ، بل كثيرة جدًّا، فقد كان حسنين محافظًا للملك على كل شيء: ملكه وهيبته وسطوته وعلاقاته ودبلوماسيته وصرامته ولباقته ووجاهته وثروته ، وكان يبذل من أجل هذه المهام كل ما يملكه من موهبة وما يمكنه من وقت،  لا شك في هذا أبدًا ، والدليل هو صورة الملك فاروق في أثناء حياة أحمد حسنين وصورته فيما بعد وفاة أحمد حسنين في 1946.

كان الملك فاروق بوفاة والده قد خسر الوالد ، لكنه تولى الملك فارتقت مكانته ، شأنه في هذا شأن كل ابن يصبح ملكًا ، فخدمه منبر الملك على نحو ما يخدم المنبر صاحبه أو من يعتليه ،  لكنه  عندما فقد  أحمد حسنين فقد الظهر فأصبح بلا سند حقيقي.

 ونستطيع أن نجزم أن الملك فاروق لم يستطع ان يعوض نفسه عن أحمد حسنين باشا بعد وفاته، وأنه لم يكن يستطيع أن يعوضه، ولا كان في وسعه أن يعوضه، وإذا قيل إن أحمد حسنين كان يعنى بالملك بسبب حبه للملكة نازلي ، وحب الملكة نازلي له، فإن هذا لا ينقص لا من قدر حب حسنين للملك ولا من فضل حسنين على الملك،  وقد كان أحمد حسنين باشا ( مع كل عيوبه الكبيرة) رجلًا متمكنًا ناجحًا قادرًا وكان يستشرف طريق  بلاده في المستقبل  بأسلوب ذكي، وهو على سبيل المثال صاحب فكرة جماعة الرواد التي أسسها ، والتي كان لها فضل تزويد مصر بأنجح الكفاءات في مجالات التنمية ، حتى إن هذه الجماعة كانت المصدر الأول والأفضل للوزراء في بداية عهد 1952.

جدول  1 : التعاقب الدرامي للحوادث في مطلع 1946

الحدثالتاريخ
اغتيال امين عثمان5 يناير 1946
مقابلة السفير البريطاني للملك29 يناير 1946
حادث كوبري عباس9 فبراير 1946
مغادرة السفير البريطاني القاهرة منقولا13 فبراير 1946
استقالة وزارة النقراشي15 فبراير 1946
تشكيل وزارة صدقي باشا الثالثة16 فبراير 1946
وفاة احمد حسنين باشا19 فبراير 1946

هل كان أمين عثمان باشا ضحية من نوع ثالث ؟  

يردد المغرمون بآليات و سيناريوهات التآمر أن أمين عثمان باشا وهو رجل وطني عظيم قد قتل في 5 يناير 1946 بسبب الاعتقاد في اشتراكه مع البريطانيين في إهانة الملك فاروق في حادث 4 فبراير، وأن أحمد حسنين كان مشاركًا في هذا الفعل أو في تخطيطه أو تشجيعه انتقامًا لمولاه الملك فاروق، ويرى هؤلاء أن البريطانيين عرفوا بهذا ( ولم يكن من الصعب عليهم أن يعرفوا أو يُعرّفوا) فكان ردهم العملي هو قتل أحمد حسنين في مقابل قتل أمين عثمان، ذلك أن الذي قتل أحمد حسنين كان سيارة جيش بريطانية اصطدمت برعونة بسيارته (عن عمد) على كوبري قصر النيل. و أيا ما كان في هذه الرواية التآمرية من صحة أو من توافق مع الوقائع أو من قدرة على التوافق مع تصوير الوقائع ، فلا شك في حقيقة مهمة ، وهي أن إخلاص أحمد حسنين باشا للملك هو أهم عامل يؤيد تسبيبها على هذا النحو وتسويغ قبولها.

إبراهيم عبد الهادي باشا

كانت علاقة الملك بإبراهيم عبد الهادي  باشا  أقرب ما تكون الى علاقة رسمية تمامًا لا تصل إلى حدود العلاقة التي تتميز بحرارة العاطفة لا في الوزارة ولا في الديوان من قبل الوزارة  ويبدو لنا أن الملك فاروق بذكائه سرعان ما اكتشف أن إبراهيم عبد الهادي  باشا  غير قابل للاندفاع  مثل ماهر و النقراشي  على الرغم من انه كان يصغرهما بعشر سنوات لكنه أصبح محصنًا ضد الانفعال بالعاطفة أو بالحماس، و أصبح مستغنيًا عن المجد الذي يأتي بالاندفاع، بل بدا أنه مع الظاهر من صرامته وقوته وشدته لا يريد أكثر من أن يتصوره المراقبون قاضيًا عادلًا أو محاميًا مقنعًا أو سياسيًّا ناجحًا. وهكذا ترامى للملك جوهر ما تضمنته مناقشات إبراهيم عبد الهادي  باشا  مع مندوبي الأمريكان حين بدأوا يدسون أنوفهم في رسم مستقبل مصر ، وترامى للملك أن إبراهيم عبد الهادي  باشا يميل إلى الفكر السياسي الواضح في ضرورة اشتراك الأغلبية في الحكم وأنه لا يجادل كالآخرين محاولا القفز على فكرة  أن الوفد هو الأغلبية، وأنه ليس كسلفيه حريصًا على أن يصور السعديين أغلبية والوفديين أقلية على عكس الواقع.

وهكذا كان لابد للملك أن ينفض يده من إبراهيم عبد الهادي  باشا ، وهكذا كان إبراهيم عبد الهادي  باشا نفسه، قد قرر هو الآخر أن ينفض يده من الملك الذي عمل معه رئيسًا للديوان ورئيسًا للوزارة، وإذا به يمضي خطة أوسع حين تزعم جبهة من المعارضة في المذكرة المشهورة التي قدمتها المعارضة للملك في 1951.

رؤساء الوزارة الذين انتقاهم الملك فاروق مات نصفهم  فجأة

عمل مع الملك فاروق ما بين 1936 و1952 عشرة رؤساء للوزارة ، أربعة منهم كانوا قد وصلوا إلى رئاسة الوزارة في عهد الملك فؤاد ( النحاس باشا و محمد محمود  باشا وإسماعيل صدقي باشا وعلى ماهر باشا)  وستة آخرون كان  عهده بمثابة أول وآخر علاقتهم بهذا المنصب  . وربما كانت إحدى الطرق الذكية في فهم شخصية الملك فاروق أو غيره من الحكام أن نتأمل علاقة الحاكم  بالساسة الذين تولوا رئاسة الوزراء على يديه أو باختياره.

تجربة حسن صبري باشا

حسن صبري باشا هو أول هؤلاء الذين انتقاهم  الملك فاروق ، وهو أيضا أول هؤلاء الذين ماتوا  فجأة وهم في منصبهم الكبير في عهده  ، والشائع أن الإنجليز هم الذين اختاروه أو فضلوه على غيره، وربما أن الملك فاروق هو الذي اختاره لأنه وجد أنه قادر بحكم ثقة الإنجليز في شخصه على أن يقنعهم بالسياسات الفاروقية أو بالتوجهات الفاروقية، لكن هذا الرجل عانى من الملك فاروق معاناة شديدة،  حتى راجت القصة التي بلورت تعطشه إلى أن يحصل من الملك على الثقة والتكريم متمثلا في الوشاح الذي يستحقه كرئيس للوزراء،  و قد أكد هذا المعنى أنه توفي بأزمة قلبية مفاجئة في اليوم الذي كان من المفروض أن يسعد فيه بالحصول على هذا الوشاح بعد إلقائه لخطبة العرش في حفل افتتاح البرلمان 1940، ومع أن الشائع في فهم الناس لقصة وفاته أنه مات من الفرحة فان موته كان نتيجة تقدم حالة هبوط القلب التي كان يعاني منها  وهنا نذكر أننا كنا نضرب المثل في محاضرات طب القلب لتدرج وتدهور حالات هبوط القلب يوما بعد آخر بما حدث في حالة حسن صبري باشا ، مستعينين  بنص أدبي علمي بديع سجله أحد وزرائه ، وهو المفكر الكبير  الدكتور هيكل باشا ( في مذكراته ) واصفا مظاهر التطور الإكلينيكي لحالة هبوط القلب بدقة شديدة   لا تحتمل تشخيصا آخر .

حظوظ حسين سري باشا

تحتاج علاقة الملك فاروق بحسين سري باشا الي اكثر من مؤلف من مؤلفي المسرح أكثر من احتياجها الى كاتب او مؤرخ ، فقد كانت علاقة طريفة يحكمها شيء واحد هو إطاعة حسين سري للإنجليز بينما كان اقرانه يضعونه في مكانة اكبر من هذا بسبب مكانته الفنية و مكانة والده و والد زوجته …الخ

 لما توفي حسن صبري باشا فجأة اختار الملك فاروق لخلافته حسين سري باشا وزير الأشغال وظن الناس أن علاقة النسب التي تربط سري باشا بالملك كانت وراء هذا الاختيار أو أنها ستدعم التعاون أو الألفة، لكن هذا الظن سرعان ما تبخر ، وإذا بالملك يختلف اختلافًا شديدًا وعلنيا مع حسين سري باشا ومواقفه من الإنجليز على النحو الذي رويناه في كتبنا في أكثر من زاوية ، وفي الفولكلور المصري المفبرك أن الملك استعمل أحد أطرافه في التعدي على الوزير، وهو ما لم يحدث،  لكنه يعطينا فكرة عن مدى تصور الجماهير (وفي مقدمتها الصحافة والسياسيون) لتأزم علاقة الملك بحسين سري، وهو ما نجد له شاهدًا مؤيدا من التاريخ ، حيث إن  سري باشا لم يعد لرئاسة الوزارة إلا في 1949 كحل مؤقت ، وحين  رأى الملك أن سري باشا خلق مشكلة جديدة حين ترك الوفد يعود بقوته الحقيقية في الشارع فإنه من ثم طلب منه أن يعمل رئيسا للديوان ليتولى فرملة وزارة الوفد وليحل المشكلة التي خلقها هو نفسه، بيد أن سري باشا لم يستطع البقاء في هذه الوظيفة كثيراً وسرعان ما تركها، و ابتعد عن السلطة و عن الصورة ،  لكنه عاد في يوليو 1952 بضغط الظروف وفي محاولة لإثبات القدرة على الذات و كانت عودته كحل مؤقت سرعان ما انكشف.

 انطباعات سكرتير الملك عند وصول سري لرياسة الوزارة

من المهم أن نقرأ ما قدمته مذكرات الدكتور حسين حسني سكرتير الملك من صورة قريبة من الحقيقة حين قال صاحبها : فاجأت المقادير حسين سري باشا فأهدت إليه الوزارة تجرجر أذيالها [هكذا في الأصل وهو مطلع شعر قديم في تحية خليفة من الخلفاء] بينما لم يكن يتوقع ذلك أحد تقريبا، وكنت ممن أدهشتهم المفاجأة وقابلت أحمد حسنين باشا مصادفة علي أثر علمي بالخبر فلم أكتم دهشتي لما حدث، وإذا بدهشتي تزيد عند سماعي رده إذ ضحك طويلا ثم قال: لقد اخترناه حتي نستطيع تسييره حيث نريد ونقول له مع السلامة حين نشاء، وهكذا كان تقديره وتقدرون فتضحك الأقدار، فلم يكن ما حدث بعدها كما قدره حسنين باشا، ولكن كما أثبتت الأحداث أن ما وقع فعلا هو أن حسين سري كان خير مَنْ يريده ويتمناه السفير البريطاني لامسبون في تلك الظروف، فضلا عن أنه ـ أي حسين سري ـ تطوع بالتقدم إلي لامبسون بطلب ما كان يسعي هو وراءه بكل قلبه، وهو عزل الملك ـ كما اتضح فيما بعد من نشر الوثائق البريطانية ـ وبذا قدم له حجة يعتمد عليها لدي حكومته، وهي أن طلب العزل تقدم به بعض الزعماء». ونحن لا نستطيع هنا أن نتجاوز عن هذا الخلط في المقدمات الذي يوقعنا فيه الدكتور حسين حسني، فباعترافه هو نفسه في موضع آخر وبإشارته هو نفسه في هذه الفقرة فإنه لم يكن معروفا في ذلك الوقت أن حسين سري قد اقترح خلع الملك  علي السفير البريطاني، أما أن السفير البريطاني بل البريطانيين في مجموعهم كانوا يرتاحون إلي حسين سري فأمر لاشك فيه، وقد كان هذا معروفا علي نطاق واسع، إلا أن يقبل سكرتير الملك على نفسه ان يكون خارج هذا النطاق الواسع!!

طموح أحمد ماهر باشا

كان أحمد ماهر باشا هو ثالث الساسة الذين وصلوا إلى رئاسة الوزارة على يد الملك فاروق،  وقد وصل اليها في 1944مع أنه كان مرشحًا منذ مرحلة مبكرة ليكون أولهم بعد انشقاقه المدبر والصارخ وذي الضجيج على الوفد والنحاس باشا في 1937.

وعلى الرغم من طول انتظار أحمد ماهر وتشوقه لهذا التتويج، فإنه بحماسه المعهود سرعان ما فقد منصبه بل و فقد حياته نفسها بالقتل في فبراير 1945 في البرلمان وهو يعلن قرار دخول مصر الحرب العالمية بعد وضعها أوزارها، ولم يكن مقتل أحمد ماهر بسبب دخوله الحرب فحسب ، ولم يكن إعلانه هذا الدخول ردًّا لاعتباره ، وهو الذي نادى به منذ خمس سنوات، وإنما كان الجو الذي أحاط بمشهد القتل الذي أنهى هذه الدراما تعبيرًا غير مباشر عن أن العلاقة بين الملك ورئيس الوزراء الجديد لم تكن كما تصورها  المراقبون ، وأنها مضت شأن العلاقات الأخرى خاضعة لكل ظروف وتوقيتات  العلاقة بين فاروق وهؤلاء الساسة الذين كانوا يكبرونه بأكثر من ثلاثين عامًا.

تجربة الملك مع النقراشي باشا

كانت علاقة النقراشي باشا بالملك فاروق نموذجًا للقصة الإنسانية المكتملة ، فقد بدأت العلاقة وكأنها مفاجئة ( بينما لم تكن في الغالب كذلك) حين قتل أحمد ماهر وتولى النقراشي باشا رئاسة  الوزارة خلفا له كما تولاه في الهيئة السعدية، لكن النقراشي باشا استطاع أن يبقى في موقعه طيلة ما يقرب من عام كامل (بدءا من فبراير 1945) في ظروف معقدة، وقد بدا أن الملك فاروق  وجد فيه ضالته أخيرًا، فقد كان النقراشي باشا فيما يبدو يشرح للملك البدائل ثم يقول له إن الأمر له، ثم لا يباهي بآرائه هو،  وهكذا وجد الملك الراحة مع النقراشي باشا ، لكن مجتمع السياسة الحي لم يكن يجد نفس القدر من الراحة مع النقراشي باشا، و هكذا أصبح النقراشي باشا من حيث لم يرد نموذجًا لرئيس الوزراء الملكي تمامًا، وهكذا أيضا واجه النقراشي باشا حركات الطلاب والشباب والراديكاليين بغير ما كان يتوقعه الناس  من زعيم كان في شبابه ثائرًا إلى الحد الذي جعل رقبته تقترب من المقصلة. وهكذا فإن النقراشي باشا رغم كل شيء اضطر للاستقالة في فبراير 1946، و من شبه المشهور أن البريطانيين هم الذين طلبوا من الملك إخراج النقراشي من الوزارة في 1946، وإن كان حسنين باشا ، في أواخر أيام حياته ، وهو رئيس للديوان الملكي،  هو الذي تولي صياغة إخراج عملية إقالة النقراشي من رئاسة الوزارة في مطلع عام 1946 مع منحه ومنح وزرائه عددا من الأوسمة والنياشين. وقد لجأ الملك إلى تكليف خلف له هو صدقي باشا الذي بقي حتى ديسمبر 1946 ، حين أصبح النقراشي باشا نفسه متهيئا للعودة بنمط جديد من الخبرة القادرة على إرضاء الساسة وإرضاء الملكية في الوقت نفسه، وهكذا قضى النقراشي باشا مع الملك سنتين في أطول وزارة لزعيم أقلية (ديسمبر 1946- ديسمبر 1948)، وقد بات الملك مستريحًا إلى النقراشي باشا كرجل تنفيذي من طراز رؤساء الوزراء التنفيذيين الذين عرفتهم مصر فيما بعد في عهود العسكر .

دور الملك في دعم النقراشي دعما محدودا

 وقد عاد النقراشي لرئاسة الوزارة بترشيح و تأييد من إسماعيل صدقي أو بمشورته هو نفسه، وكان هذا رداً لجميل النقراشي على وزارة صدقي وهو موقف نبيل وبخاصة إذا ما قورن بموقف مكرم عبيد الذي واصل سياسة التآمر والتذمر مع صدقي على نحو ما بدأها مع النقراشي وعلى نحو ما كان يمارسها مع النحاس باشا وأحمد ماهر في فترات سابقة ، لكن الملك فاروق  كان يدرك بالحاسة الملكية  أن النقراشي باشا يفتقد إلى الزعامة الحقيقية و الكبرى التي يمثلها النحاس باشا، ولهذا فإن الملك في ظل نضجه بدأ يحسب حسابات فطرية ذكية تتمثل في أن يكمل  بنفسه هو وبطريقته الجسورة بعض ما كانت تفتقده شخصية النقراشي باشا من مقومات سعة الاطلاع ومن إجادة وزن الأمور ، وبهذا المنطق كان الملك مشاركًا بصفة أو أخرى في إدخال عبد الحميد بدوي باشا إلى وزارة النقراشي باشا، كما أنه هو الذي قرر من دون أن يشاور النقراشي باشا أن يختار إبراهيم عبد الهادي  باشا (الذي هو نائب النقراشي باشا في رئاسة الهيئة السعدية) ليكون رئيسًا للديوان الملكي. وفي هذه الفترة كان الملك يمارس كثيرًا من صلاحيات رئيس الوزراء بنفسه، ومن ذلك ما نعرفه عن تدخله في أمور جوائز الدولة والجامعة والتعليم … إلخ،  لكن الملك ، مع ذلك ، ترك النقراشي باشا بدون الحماية الكافية في مواجهته الأمنية مع جماعة الإخوان المسلمين التي تمت بناء على استفزازات وتخرصات القوى الغربية  (الأمريكان من وراء ستار البريطانيين) ، و ذلك على الرغم من أن الملك كان أدرى بخباثات الأمريكان من دراية النقراشي باشا نفسه. .. كما أن النقراشي ظل ينتظر دعوة خاصة من بيفين للمفاوضات ، لكنه توفي من دون ان يجري أية محادثات مع بيفين ، وكان النقراشي طموحاً إلى أي نجاح يحرزه في التعامل مع البريطانيين بعد ثورته  عليهم في مجلس الأمن..

 النهاية الحزينة لأحمد ماهر و النقراشي

هكذا ترك الملك النقراشي باشا يدفع ثمن اندفاعه في معاملة الإخوان على نحو ما ترك أحمد ماهر باشا يدفع ثمن اندفاعه في إعلان الحرب والموقف منها،  و قد كان الثمن هو حياتهما نفسيهما. وقد قدمنا التفصيلات الكثيرة لهذا كله في كتابنا “المقامر والمغامر والمكابر: ثلاثة من زعماء الليبيرالية” ولأننا لا نحب أن نكرر ما نتناوله فسنكتفي هنا بالإشارة.

ولم يتعطف الملك فاروق على أي من الرجلين باللقب الذي يرفع اسميهما إلى صاحب المقام الرفيع ليكونا مثل علي ماهر باشا أو محمد محمود  باشا.  ومع هذا ، فإن مقتل النقراشي باشا (من بعد مقتل أحمد ماهر) طبع نفسية الملك فاروق بقدر من السواد الحقيقي الذي أسهم مع الزمن في حمله على التخلي عن العرش مع ما اقترن به هذا التنازل من حكمة و رضا وذكاء.

أحمد نجيب الهلالي كآخر ضحايا الملك فاروق

أحمد نجيب الهلالي باشا هو آخر رؤساء وزراء عهد فاروق ، وهو أيضًا رئيس آخر وزارة في عهد فاروق (وهي وزارته الثانية) ومن الطريف أن هذا الرجل كان الوحيد من كل سياسيي عهد فاروق الذي كان قد جاهر بالعداء لفاروق ، إلى درجة أنه قال : إنه لن يسمح لسيارته أن تدخل فناء قصر الملك، فما بالك به هو نفسه؟ لكن أكثر من شبكة إغراء نصبت لأحمد نجيب الهلالي باشا نكاية فيه هو نفسه و نكاية في الوفد وفي النحاس باشا ،  حتى تمكنت منه هذه الشباك قبل مطلع عام 1950 حين اعتذر عن عمد عن الاشتراك في وزارة النحاس باشا السابعة يناير 1950 ، ثم إذا هو في العام التالي يعلن استقالته من الوفد، ويعقب الملك فاروق في مأدبة من مآدب القصر على خروج الهلالي باشا  من الوفد سائلًا النحاس هل الوفد يكش؟ فإذا بالنحاس كالأسد الهصور يضرب المائدة بقبضته ويقول : إن الوفد لا يكش وانما يتنظف!

وعلى كل الأحوال ، فقد تولى الهلالي رئاسة الوزارة أربعة أشهر في عام 1952 مع الملك، فلم يكن رغم ذكائه وبلاغته وحيلته ودبلوماسيته قادرًا على أن ينفع الملك ولا على أن ينفع نفسه ولا على أن ينفع مصر ، ولا على أن ينفع المواطنين لأن القضايا كانت أكبر من قدراته و مهاراته الفردية .

مكرم عبيد باشا كواحد من أبرز ضحايا الملك فاروق

كان مكرم عبيد واحدا من  أبرز من أغراهم القصر الملكي وأغواهم  بالانضمام للملك حتى يسلخهم عن الوفد وعن الحركة الوطنية ثم إذا بالقصر يهملهم إهمالًا جارحًا يجعلهم من أعدى أعداء الملك بعدما كانوا ينتظرون أن يكونوا أقرب رجاله،  كان مكرم عبيد باشا قبل قبوله بالإغواء بمثابة  اليد اليمنى للنحاس باشا ، فإذا بأحمد حسنين باشا يستدرجه خطوة خطوة حتى ينكد على النحاس ثم يخرج من عباءة النحاس ، ثم يخرج على زعامة النحاس ثم يعادي النحاس ثم يفحش في العداوة مع النحاس،  وينال مكرم عبيد  باشا المكافأة في 8 أكتوبر 1944 بأن يدخل وزارة أحمد ماهر ممثلًا بأربعة وزراء من حزبه الذي لم يكن يضم أربعة مؤهلين للوزارة  ثم إذا بمكرم في فبراير 1945  يصبح وزيرا فحسب  تحت رئاسة النقراشي باشا (الأحدث منه في تولي الوزارة ) لأن أحمد ماهر قتل فجأة، وصعد النقراشي لرئاسة الوزارة  و يتطلع مكرم إلى  ما هو أكثر من وزير تحت رئاسة النقراشي فلا ينال شيئًا، فيتحول إلى أن يكون خميرة مؤامرات  على النقراشي باشا فحسب و بلا جدوى، ويضيع مكرم كما لم يضع أحد من قبله، وإن كان كثيرون قبله قد حاولوا ضياعا كضياعه  لكنهم لم يحرزوا ضياعا كضياعه .

هل ضاع الثمن على مكرم عبيد

وقد جاءت وفاة أحمد حسنين نكسة على معطيات مكرم عبيد، فهو الذي كان ملزما بأن يُقرّ له بوعوده نظير تمرده على النحاس باشا لمصلحة الملك وقد وفّى له بالفعل وكان يفي مع كل ضجة يثيرها مكرم عبيد لكن وفاة أحمد حسنين كانت بمثابة ذبح الدجاجة التي تبيض الذهب، ولم يعد هناك من يطالبه مكرم بالوفاء!  ولعل ما حدث مع مكرم عبيد مما يحسب للملك فاروق، فإنه لم يكن مثل معاونيه مدمنًا لمحاربة الإرادة الشعبية من أجل الحرب ، ولكنه كان يرى (عن خطأ في الغالب ) أن واجبه ان يخلق توازنا وأن عليه أن ينجزه يوما بعد يوم، على ألا يتعدى بهذه الحرب الأيام التي يكون محتاجًا فيها إلى إنجاز الحرب.

 ولهذا فإننا نفهم ما تدلنا عليه مذكرات كريم ثابت علي حقيقة من أن الملك فاروق شارك بنفسه في توزيع الكتاب الأسود الذي وضعه مكرم عبيد للنيل من النحاس باشا، لكنه لم يكن قادرا على أن يسير وراء مكرم في تلك الطرق الضيقة ، وذلك على نحو ما بيناه في كتابنا “المقامر والمغامر و المكابر ”  

وزراء عهد الملك فاروق

الترتيب الأول: يحتل هذا الترتيب خمسة  وزراء هم أحمد حمدي سيف النصر باشا، ومحمود غالب باشا، وعلي فهمي باشا، وعبد السلام فهمي محمد جمعة باشا، وعلي زكي العرابي باشا، الذين دخلوا الوزارة عند تشكيل وزارة النحاس باشا الثالثة في عهد مجلس الوصاية على الملك فاروق في 10 مايو 1936.

الترتيب السادس: يحتل هذا الترتيب ثلاث وزراء هم : محمد محمود خليل بك، ومحمد صبري أبو علم باشا، وعبد الفتاح الطويل باشا الذين دخلوا الوزارة عند تشكيل وزارة النحاس باشا الرابعة في 3 أغسطس 1937.

الترتيب التاسع: يحتل هذا الترتيب وزير واحد هو علي حسين باشا الذي دخل الوزارة في أثناء  وزارة النحاس باشا الرابعة في 17 نوفمبر 1937.

الترتيب العاشر: يحتل هذا الترتيب سبعة وزراء هم : حسين رفقي باشا، وحسين سري باشا، ومراد وهبة باشا، وأحمد كامل باشا، ومحمد حافظ رمضان باشا، ومحمد حسين هيكل باشا، ومحمد كامل البنداري بك الذين دخلوا الوزارة عند تشكيل وزارة محمد محمود باشا الثانية في 30 ديسمبر 1937.

الترتيب السابع عشر: يحتل هذا الترتيب اثنان من الوزراء هما رشوان محفوظ باشا، ومصطفى عبد الرازق باشا اللذان دخلا الوزارة عند تشكيل وزارة محمد محمود باشا الثالثة في 27 أبريل 1938.

الترتيب التاسع عشر: يحتل هذا الترتيب اثنان من الوزراء هما حامد محمود وسابا حبشي اللذان دخلا وزارة محمد محمود الرابعة عند تشكيلها في 24 يونيو 1938.

الترتيب الحادي والعشرون: يحتل هذا الترتيب وزير واحد هو محمد رياض بك والذي دخل الوزارة في أثناء   وزارة محمد محمود باشا الرابعة في 17 يناير 1939.

الترتيب الثاني والعشرون: يحتل هذا الترتيب سبعة وزراء هم عبد الرحمن عزام باشا ، وإبراهيم عبد الهادي باشا، ومصطفى محمود الشوربجي بك، وعبد السلام الشاذلي باشا، وعبد القوي أحمد باشا، ومحمد صالح حرب باشا ومحمود توفيق الحفناوي باشا والذين دخلوا الوزارة عند تشكيلها برئاسة علي ماهر باشا الثانية في 18 أغسطس 1939.

الترتيب التاسع والعشرون: يحتل هذا الترتيب أربعة وزراء هم أحمد عبد الغفار باشا، وعلي أيوب بك ، وعبد المجيد إبراهيم صالح باشا ، والدكتور علي إبراهيم باشا والذين دخلوا الوزارة عند تشكيل وزارة حسن صبري الأولى في 28 يونيو 1940.

الترتيب الثالث والثلاثون: يحتل هذا الترتيب ثلاثة وزراء هم حسن صادق باشا، ومحمد عبد الجليل سمرة باشا، ويونس صالح باشا الذين دخلوا الوزارة عند تشكيل وزارة حسين سري الأولى في 15 نوفمبر 1940.

الترتيب السادس والثلاثون: مع أقدمية خاصة تجعله موازيا لمن عينوا وزراء في 1925 يحتل هذا الترتيب وزير واحد هو عبد الحميد بدوي باشا الذي دخل الوزارة في أثناء   وزارة حسين سري الأولى في 5 ديسمبر 1940.

الترتيب السابع والثلاثون: يحتل هذا الترتيب وزير واحد هو إبراهيم دسوقي أباظة باشا الذي دخل الوزارة في أثناء   وزارة حسين سري الأولى في 26 يونيو 1941.

الترتيب الثامن والثلاثون: يحتل هذا الترتيب ثلاثة وزراء هم محمد راغب عطية بك، وعبد الرحمن عمر بك، ومحمد حامد جودة الذين دخلوا الوزارة عند تشكيل وزارة حسين سري الثانية في يوليو 1941.

الترتيب الحادي والأربعون: يحتل هذا الترتيب وزير واحد هو كامل صدقي بك والذي دخل الوزارة عند تشكيل وزارة النحاس باشا الخامسة في 6 فبراير 1942.

الترتيب الثاني والأربعون: يحتل هذا الترتيب فؤاد سراج الدين باشا والذي دخل الوزارة في أثناء وزارة النحاس باشا الخامسة في 31 مارس 1942.

الترتيب الثالث والأربعون: يحتل هذا الترتيب خمسة وزراء هم محمد عبد الهادي الجندي بك، وعبد الحميد عبد الحق، وأحمد حمزة، ومصطفى نصرت، وعبد الواحد الوكيل بك والذين دخلوا في أثناء  وزارة النحاس باشا الخامسة في 14 مايو 1942.

الترتيب الثامن والأربعون: يحتل هذا الترتيب وزير واحد هو محمود سليمان غنام باشا الذي دخل الوزارة عند تشكيل وزارة النحاس باشا السادسة في 26 مايو 1942.

الترتيب التاسع والأربعون: يحتل هذا الترتيب اثنان من الوزراء هما أمين عثمان باشا وفهمي حنا ويصا بك واللذان دخلا الوزارة في أثناء وزارة النحاس باشا السادسة في 2 يونيو 1943.

الترتيب الحادي والخمسون: يحتل هذا الترتيب ثلاثة وزراء هم طه محمد عبد الوهاب السباعي بك، وراغب حنا بك، والسيد سليم الذين دخلوا الوزارة عند تشكيل وزارة أحمد ماهر الأولى في 9 أكتوبر 1944.

الترتيب الرابع والخمسون: يحتل هذا الترتيب ثلاثة وزراء هم عبد الرزاق أحمد السنهوري باشا، وحنفي محمود باشا، وعبد المجيد بدر بك الذين دخلوا الوزارة عند تشكيل وزارة أحمد ماهر الثانية في 15 يناير 1945.

الترتيب السابع والخمسون: يحتل هذا الترتيب خمسة وزراء هم أحمد عطية باشا، ومحمد كامل مرسي باشا، ومحمد حسن العشماوي باشا، وحسين عنان باشا، وسليمان عزمي باشا الذين دخلوا الوزارة عند تشكيل وزارة إسماعيل صدقي الثالثة في 17 فبراير 1946.

الترتيب الثاني والستون: يحتل هذا الترتيب وزير واحد هو عبد الرحمن البيلي الذي دخل الوزارة في أثناء   وزارة إسماعيل صدقي الثالثة في 30 يونيو 1946.

الترتيب الثالث والستون: يحتل هذا الترتيب وزير واحد هو محمود حسن باشا الذي دخل الوزارة في أثناء   وزارة إسماعيل صدقي الثالثة في 11 سبتمبر 1946.

الترتيب الرابع والستون: يحتل هذا الترتيب وزير واحد هو نجيب إسكندر باشا الذي دخل الوزارة عند تشكيل وزارة النقراشي باشا الثانية في 9 ديسمبر 1946.

الترتيب الخامس والستون: يحتل هذا الترتيب وزير واحد هو ممدوح رياض الذي دخل الوزارة في أثناء   وزارة النقراشي باشا الثانية في 18 فبراير 1947.

الترتيب السادس والستون: يحتل هذا الترتيب وزير واحد هو علي عبد الرازق باشا الذي دخل الوزارة في أثناء   وزارة النقراشي باشا الثانية في 3 مارس 1947.

الترتيب السابع والستون: يحتل هذا الترتيب ثلاثة وزراء هم محمد حيدر باشا، وجلال فهيم باشا، وأحمد مرسي بدر بك الذين دخلوا الوزارة في أثناء وزارة النقراشي باشا الثانية في 19 نوفمبر 1947.

الترتيب السبعون: يحتل هذا الترتيب وزير واحد هو رياض عبد العزيز بك الذي دخل الوزارة في أثناء  وزارة النقراشي باشا الثانية في 16 ديسمبر 1948، ومن الجدير بالذكر أنه هو نفسه رياض عبد العزيز سيف النصر الذي أعتبره الأستاذ فؤاد كرم شخصا ثانيا و أعطاه ترتيبا آخر أيضا (أي جعل له ترتيبين بدلا من واحد ) باعتباره دخل الوزارة في 28 ديسمبر 1948، والصواب ما ذكرنا من أن الاسمين لشخص واحد بترتيب واحد.

الترتيب الحادي والسبعون: يحتل هذا الترتيب اثنان من الوزراء هما عباس أبو حسين باشا، ومصطفى مرعي بك اللذان دخلا الوزارة عند تشكيل وزارة إبراهيم عبد الهادي باشا في 28 ديسمبر 1948.

الترتيب الثالث والسبعون: يحتل هذا الترتيب وزير واحد هو محمد زكي علي باشا الذي دخل الوزارة  بعد يومين من تشكيل  وزارة إبراهيم عبد الهادي باشا في 30 ديسمبر 1948.

الترتيب الرابع والسبعون: يحتل هذا الترتيب وزير واحد هو حسين فهمي بك الذي دخل الوزارة أثناء   وزارة إبراهيم عبد الهادي باشا في 15 يناير 1949.

الترتيب الخامس والسبعون: يحتل هذا الترتيب وزير واحد هو عبد العزيز الصوفاني الذي دخل الوزارة في اثناء وزارة إبراهيم عبد الهادي باشا في 27 فبراير 1949.

الترتيب السادس والسبعون: يحتل هذا الترتيب أربعة وزراء هم محمد محمد الوكيل باشا ، وعبد الرحمن الرافعي بك، وأحمد علي علوبة بك، ومحمد هاشم باشا الذين دخلوا الوزارة عند تشكيل وزارة حسين سري الثالثة في 26 يوليو 1949.

الترتيب الثمانون: يحتل هذا الترتيب وزير واحد هو أحمد رمزي بك الذي دخل الوزارة في أثناء  وزارة حسين سري الثالثة في 16 أغسطس 1949.

الترتيب الحادي والثمانون: يحتل هذا الترتيب ثمانية وزراء هم محمد المفتي الجزايرلي باشا، ومحمد عبد الخالق حسونة باشا، وعبد الشافي عبد المتعال بك، وإبراهيم شوقي باشا، ومحمد علي راتب باشا، ومصطفى فهمي باشا، وسيد مصطفى باشا، ومحمد علي نمازي باشا الذين دخلوا الوزارة عند تشكيل وزارة حسين سري الرابعة في 3 نوفمبر 1949.

الترتيب التاسع والثمانون: يحتل هذا الترتيب تسعة وزراء هم الدكتور أحمد حسين باشا ، ومرسي فرحات باشا ، ويس أحمد باشا، وعبد اللطيف محمود باشا ، وإبراهيم فرج باشا ، وحامد زكي باشا ، ومحمد صلاح الدين باشا ، وطه حسين باشا ، ومحمد زكي عبد المتعال باشا الذين دخلوا الوزارة عند تشكيل وزارة النحاس باشا السابعة في 12 يناير 1950.

الترتيب الثامن والتسعون: يحتل هذا الترتيب اثنان من الوزراء هما عبد الجواد حسين باشا ، وإسماعيل رمزي باشا اللذان دخلا الوزارة في أثناء وزارة النحاس باشا السابعة في 11 نوفمبر 1950.

الترتيب المائة: يحتل هذا الترتيب وزير واحد هو عبد الفتاح حسن باشا الذي دخل الوزارة في أثناء وزارة النحاس باشا السابعة في 24 يونيو 1951.

الترتيب الأول بعد المائة: يحتل هذا الترتيب اثنان من الوزراء هما حسين محمد الجندي، وعبد المجيد عبد الحق بك اللذان دخلا الوزارة في أثناء وزارة النحاس باشا السابعة في 24 سبتمبر 1951.

الترتيب الثالث بعد المائة: يحتل هذا الترتيب خمسة وزراء هم أحمد مرتضى المراغي بك، وإبراهيم عبد الوهاب بك، وسعد اللبان، ومحمود حسن باشا وحامد سليمان باشا  الذين دخلوا الوزارة عند تشكيل وزارة علي ماهر الثالثة في 27 يناير 1952. ومن الجدير بالذكر أن محمود حسن باشا رابع هؤلاء الوزراء وزير آخر غير محمود حسن باشا الذي يحتل الترتيب الثالث و الستين و الذي دخل الوزارة في أثناء وزارة صدقي باشا في 11سبتمبر  1946  لكن الأستاذ فؤاد كرم في كتابه الوزارات والنظارات ظنه نفس الشخص و لهذا لم يعطه ترتيبا جديدا مع أنه كما يظهر في تشكيل الوزارة جاء في نهاية الوزراء الجدد ولو كان هو نفسه السابق لجاء ترتيبه مبكرا ، و قد حققنا هذه المسالة منذ عشرين عاما في كتابنا “كيف أصبحوا وزراء”

الترتيب الثامن بعد المائة : يحتل هذا الترتيب أربعة وزراء هم محمد علي رشدي بك، وعبد الجليل إبراهيم العمري بك، وألفونس جريس بك، ومحمد زهير جرانة بك الذين دخلوا الوزارة في أثناء   وزارة علي ماهر الثالثة في 7 فبراير 1952.

الترتيب الثاني عشر بعد المائة: يحتل هذا الترتيب ستة وزراء هم محمد رفعت باشا، ومحمد فريد زعلوك، وطراف علي باشا، ونجيب إبراهيم باشا، ومحمود عثمان غزالي باشا، وراضي أبو سيف راضي بك الذين دخلوا الوزارة عند تشكيل وزارة الهلالي الأولى في 2 مارس 1952.

الترتيب الثامن عشر بعد المائة: يحتل هذا الترتيب عشرة وزراء هم محمد سامي مازن بك، وكريم ثابت باشا، وسيد عبد الواحد بك، ود.أحمد زكي بك، ومحمد علي الكيلاني بك، وحسين كامل الغمراوي بك، وعبد المعطي خيال بك، ود. محمود صلاح الدين بك، وعلي بدوي بك، والشيخ محمد أحمد فرج السنهوري الذين دخلوا الوزارة عند تشكيل وزارة حسين سري الأخيرة في 1 يوليو 1952.

الترتيب الثامن و العشرون بعد المائة: يحتل هذا الترتيب خمسة وزراء هم إسماعيل شيرين بك، وحسن كامل الشيشيني باشا، ويوسف سعد بك، ومريت غالي بك، ود. سيد شكري بك الذين دخلوا الوزارة عند تشكيل وزارة الهلالي الثانية في 22 يوليو 1952.

الترتيب الثالث و الثلاثون بعد المائة : يحتل هذا الترتيب ثلاثة وزراء هم محمد كامل نبيه باشا، وفؤاد شرين باشا، وعبد العزيز عبد الله سالم بك الذين دخلوا الوزارة عند تشكيل وزارة علي ماهر الرابعة والأخيرة في 24 يوليو 1952.

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
ولاؤه لأمته هو السبب الحقيقي لفقدانه العرش  
x

‎قد يُعجبك أيضاً

أيمن نور للجزيرة مباشر: المؤرخ محمد الجوادي نموذج للمفكر المصري (فيديو)

نعى أيمن نور رئيس اتحاد القوى الوطنية المصرية، الطبيب والمؤرخ المصري محمد ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com